mercredi 28 mai 2014

مقالة جدلية حول الشعور والاشعور ارجو التقييم

اذا كان لجميع الكائنات القدرة على التواصل مع مجتمعها فان ما يميز الانسان عن غيره القدرة على حفظ وكبت افكاره واسترجاعها فهو قادر على اعادة بناء حالة شعورية في الماضي مع تعرف الذات عليها وهذا ما نسميه الشعور غير انه ظهرت تناقضات عديدة حول حياة الانسان النفسية فقد قام البعض باكتشاف ظاهرة جديدة تسمى الاشعور بمفهومه الواسع هو كل ما لا يشعر به الانسان من حركات او مجموعة الحوادث النفسية التي لا يشعر بها .غير ان هذا الاختلاف حول طبيعة الحياة النفسية دفع بالعديد من الفلاسفة والمفكرين الى القول بان الحياة النفسية شعورية فالانسان يعشر بجميع حالاته النفسية وهناك من يرى ان هناك بعد آخر لاشعوري في الحياة النفسية لا يدركه من خلال الاطلاع المباشر وفي ظل هذا التعارض نطرح الاشكال الآتي : هل حياتنا النفسية كلها شعورية؟ وبصيغة اخرى هل كل ما نحس به هو شعوري ولا وجود للاشعور؟

يرى ان صار علم النفس التقليدي بان كل ماهو نفسي فهو شعوري اي الحياة النفسية والحياة الشعورية متطابقان ونستمد على هذا الموقف من الكوجيطو الديكارتي القائل (انا افكر اذن انا موجود ) اي ان شعور الانسان مرتبط بوجوده ولقد اكد على هذا الرأي في العصر اليوناني سقراط الذي يقول (ان الحكيم من يعرف نفسه بنفسه ) وكذالك افلاطون في قوله (ان معرفة الذات لنفسها اول مبادئ الفلسفة) وفي العصر الاسلامي نجد ابن سينا الذي يقول (ان الانسان السوي يشعر بان احواله في الحاضر هي امتداد لاحواله في الماضي وسيظل يشعر بها في المستقبل لان شعور بالذات لا يتوقف)كما نجد في العصر الحديث ديكارت في قوله (ليست هنالك حياة اخرى خارج الحياة النفسية الا الحياة الفيزيولوجية) ولقد استدل هؤلاء على حجج وبراهين تمثلت في ان النفس لا تنقطع عن التفكير الا اذا تلاشى وجودها فهي تعي وتشعر بجميع احوالها شعورا صادقا يتبعها في كل الحياة وعليه لا وجود لحياة نفسية لاشعورية مادام الاستمرار من خصائص الشعور وكذالك من التناقض القول بوجود حالات وحوادث شعورية شعورية لا نشعر بها فالنفس لا تشعر الا بما هو موجود فاذا كانت الحالة النفسية غير موجودة فيستحيل ان نشعر بها .

ان الطرح الذي قدمه هؤلاء مقبول نسبيا اما ان نرجع جميع الحالات النفسية الى الشعور فهذا لا يقبله العقل بدليل انا التجربة النفسية تكشف بوضوح اننا نعيش الكثير من الحالات النفسية دون ان نعرف سببها والمنطق السليم ان عدم وعي السبب لا يعني عدم وجوده فنحن مثلا نخضع للجاذبية ولا نشعر بها

بخلاف ما سبق يذهب العديد من انصار علم النفس المعاصر الى القول بان الشعور وحده غير كاف لمعرفة كل خبايا النفس ومكوناتها كون الحياة النفسية ليست شعورية فقط فالانسان لا يستطيع في جميع الاحوال ان يعي ويدرك سبب سلوكه ولقد دافع عن هذا الراي طبيب الاعصاب ومؤسس مدرسة التحليل النفسي سيغومند فرويد الذي يرى (ان الاشعور فرضية لازمة ومشروعة مع وجود ادلة التي تثبت وجود اللاشعور ) فالشعور ليس النفس كلها بل هناك جزء هام لا نتفطن الى وجود عادة رغم تأثيره المباشر على افكارنا وسلوكاتنا .وما يؤكد ذلك ان معطيات الشعور ناقصة ولا يمكن ان يعطي لنا معرفة كافية لكل حياتنا النفسية بحيث لايستطيع من خلاله معرفة كل اسباب مظاهر سلوكه كالاحلام والنسيان وزلات الاقلام وهفوات اللسان فتلك المظاهر اللاشعورية لا يمكن معرفتها بمنهج الاستبطان القائم على الشعور بل ندركها من خلال آثارها على السلوك .كما اثبت الطب النفسي ان الكثير من الامراض والعقد والاضظرابات النفسية يمكن علاجها عن طريق الرجوع الى الخبرات والاحداث كالرغبات والغرائز والصدمات المكبوتة في الاشعور.

ان فكرة الاشعور لم تبلغ النظرية العلمية الا من الناحية التطبيقية ولكن ان نعتبرها فلسفة عامة تفسر جميع السلوكات هذا مبالغ فيه فلقد شكك تلاميذ المدرسة انفسهم في القيمة العلمية لفرضية اللاشعور حيث يقول ستيكا(لقد آمنت باللاشعور في مرحلته الاولى لكن بعد التجارب التي دامت 30 سنة وجدت ان مل الافكار المكبوتة انما هي تحت شعورية) كما ان التسليم بان اللاشعور نظرية علمية يجعل الانسان اشبه بالحيوان يسير بمجلة من الغرائز والرغبات.

من خلال دراستنا للنضريين السابقة ادركنا ان الحياة النفسية تتأسس على ثنائية متكاملة قوامها الشعور لوصفه آلية للتوازن والتكيف والمعرفة واللاشعور كطاقة يمكن توجيهها نحو الابداع العلمي والفني لهذا يقول احمد امين (ان للنفس اعماق كأعماق البحار وغموض كغموض الليل فتحليلها صعب المنال وفهمها اقرب الى المحال و الشيء اذا زاد قربه صعب رأيته ).

نستنتج مما سبق ان الحياة النفسية بعدين مختلفين يتدخل فيها ما هو شعوري وماهو لااشعوري





via مدونة لكل الجزائريين و العرب http://ift.tt/1mGHTdm

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire