بسم الله الرحمن الرحيم
:: السلام عليكم ورحمة الله وبركـاته ::
:: السلام عليكم ورحمة الله وبركـاته ::
إن الحمد لله؛ نحمدُه، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ باللهِ من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا، من يهده الله؛ فلا مضل له، ومن يضلِلْ
فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾[آل عِمْرَان:102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ
وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾[النِّسَاء:1].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا
عَظِيمًا﴾ [الْأَحْزَاب:70-71].
أما بعد:
فأحببت أن أنقل لإخوتي - قصة الصحابي الجليل جُلَيْبِيباً -رضي الله عنه وأكرم نزله-
والله أسأل أن ينفع بهذه الكلمات لما فيها من العبر والعظات إن ربي لسميع قريب مجيب للدعوات.
نَسَبُ جُلَيْبِيب وقَبِيلَتُه:
مثله مثل بعض الصحابة غير منسوب، ولكن ذكره أبو الفرج بن الجوزي في كتابه (صفة الصفوة) عن ابن سعد قال: وسمعت من
يذكر أن جليبيبًا كان رجلاً من بني ثعلبة حليفًا في الأنصار[1].
قِصة زَوَاج جُلَيْبِيب:
كان جليبيب امرأً يدخل على النساء يمر بهن ويلاعبهن، فقلت لامرأتي: لا يدخلن اليوم عليكن جليبيبًا؛ فإنه إن دخل عليكن لأفعلن
ولأفعلن. قالت: وكانت الأنصار إذا كان لأحدهم أيِّم لم يزوجها حتى يعلم هل للنبي فيها حاجة أم لا، فقال النبي لرجلٍ من الأنصار:
"زوجني ابنتك". قال: نعم وكرامة يا رسول الله ونعمة عين. فقال: "إني لست أريدها لنفسي". قال: فلمن يا رسول الله؟ قال:
"لجليبيب". فقال: يا رسول الله، أشاور أمها. فأتى أمها فقال: رسول الله يخطب ابنتك. فقالت: نعم ونعمة عين. فقال: إنه ليس
يخطبها لنفسه، إنما يخطبها لجليبيب. فقالت: أجليبيب إنيه أجليبيب إنيه؟ (تعجب واستنكار)، ألا لعمر الله لا نزوجه.
فلما أراد أن يقوم ليأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيخبره بما قالت أمها، قالت الجارية: من خطبني إليكم؟ فأخبرتها أمها، قالت:
أتردون على رسول الله أمره؟ ادفعوني إليه؛ فإنه لن يضيعني. فانطلق أبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: شأنك بها،
فزوجها جليبيبًا.
فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم اصبب عليها الخير صبًّا، ولا تجعل عيشها كدًّا". ثم قتل عنها جليبيب، فلم يكن
في الأنصار أيمٌ أنفق منها[2].
اسْتشهاد جُلَيْبِيب:
وذلك أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض غزواته ففقده وأمر به يطلبه، فوجده قد قتل سبعة من المشركين ثم قُتل
وهم حوله مصرَّعين، فدعا له وقال: "هذا مني وأنا منه"، ودفنه ولم يصلِّ عليه[3].
________________________
[1] ابن الجوزي: صفة الصفوة ص283.
[2] ابن كثير: تفسير القرآن العظيم 6/423.
[3] رواه مسلم: باب من فضائل جليبيب، رقم (6512)، 7/152.
via مدونة لكل الجزائريين و العرب http://ift.tt/1nBTEW6
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire