بسم الله
إن المتابع للأحداث سواءا القديمة منها أو الحديثة ، فإن بصمة الشعب الجزائري ستكون موجودة وذلك من خلال رؤيته للأمور والتي عادة تكسوها عاطفة جياشة مستمدة من نمط تكون الشخصية الجزائرية التي خاضت الآمرين في حقبة الإستعمار وكما أن في كل مر جانب حلو وإن لم يكن إلا الصبر وصقل جوهر الإنسان .
إن ذلك الصبر وذلك الصقل منه هلام العقلية الجزائرية التي هي مزيج بين النخوة والمروءة والشجاعة و كره الظلم و الحقرة والإنتصار للضعيف والبغض الشديد لدرجة المقت لكل من يتجبر أو يتكبر ويظلم في حين تكون التحية والإكبار لكل منتصر وصامد وشجاع دون إهمال عقلية الرعونة التي تميز الجزائري بإمتياز ، والرعونه هي ما يعرف عرفا باللهجة المحلية بخشونة الرأس أو (تاغنانت) وذلك لكل من يحاول أن يفرض عليه شيء عنوة يقابل كل هذا إستعداد فطري وكرم طائي للتنازل على كل شيى ء ما دام بالليونة والكرم ! إنها خصال الكريم !
لكن كل هذه الصفات إن لم تنضبط بالشرع قد تقود لتطرف فكري سلوكي في مجابهة وتصور الواقع والتفاعل معه ، و مثال ذلك الثورات العربية ، فالجزائري ساند كل ثورة في بدايتها لأنه يرى لها مبررا بل هي غريزة عنده فينتفض مساندا كل حركة ضد الظلم فإنتصر للثورة التونسية لما يكابده التوانسة من الظلم و أيضا ساند الليبين في بداية مطالبهم السلمية لكن سرعان ما يسقط الليبيين في فخ الفوضى والسلاح والخروج المسلح على الحاكم وختموها بتسليم ليبيا للغرب وحلفه العسكري , فيعود الجزائري للجهة المقابلة ليكون عدوا لكل ما هو ليبي لكن بصورة متطرفة بشعة وهي الإحتفاء بالقذافي المتجبر وجعله بطلا قوميا وشهيدا !!
سبحان الله وكأنه لا توجد عندنا حالة وسطية ! يعني كأنه حتى أكون ضد تصرفات الشعب الليبي في الإستقواء على بعضهم البعض بالآجنبي ( البراني ) فلا بد أن أطبل وأمجد الطاغية القذافي !
والأمر نفسه يتكرر مع سوريا، فالجزائري مع الشعب السوري ويريد له الخير ولا يرضى بالتقتيل الذي يقوده المجرم بشار ضد شعبه لكنه بالمقابل لا يرضى بتفتيت سوريا وإعادتها للعصور القديمة شراذم متقاتلين متناحرين !
لكن هذا الموقف الوسط نادر فتجدنا إما مع الطاغية نمجده أو مع الشعب حتى ولو كان يسير بدولته للهاوية !
على كل، أهم شىء أن يتركنا الجميع في حالنا فنحن نعيش مرحلة بناء للجزائر رغم كل العيوب ورغم كل الفساد و رغم كل شيء، لكن النظام الجزائري بجيشه وساسته لا يشبه من قريب ولا من بعيد بعض الدول العربية و دولتنا طريق تعديلها هو المثابرة والعمل والتعاون والإلحاح على التغيير لكن في إطار قطار وقاطرة تسير وليس بتحطيم القطار .
إن الجزائر وفي عز الفتنة لم يعاملنا حكمها بمثل ما يفعل بشار اليوم بشعبه فلم تسقط قذيفة قط على أي حي سكني حتى في عز التسعينات بل لا يمكن أن يتصور أن يحدث هذا من جيش شعبي قوامه أبناؤنا ، وهذا لا يعني الدفاع عن بعض التصرفات والتجاوزات الفئوية التي حصلت في ضرف أقرب للحرب منها للثورة !
وبلادنا الفساد والحقرة فيها ليس حكرا على السلطة بل هي قرينه لأبسط مواطن إلا ما رحم ربي كما أن الحقرة والظلم الممنهج ليس بتلك الصورة كما هو في بعض البلدان العربية فضلا على الحريات الكبيرة خاصة الدينية منها و هذا من رحمة الله و يكأنه فعلا كما نكون يولى علينا.
فالمواطن الجزائري لا يحس أن حكامه هي فئة معينة جهوية أو طائفيه بل يدرك تماما أن الحاكم في الجزائر إنما هم آبناؤه من الشرق والغرب من الشمال والجنوب فالسلطة في الجزائر ليست حكرا على الغني ولا على فلان أو علان فكل منا يعرف أن من قريته ودواره بل ربما من أقاربه هناك متسلط ومتنفذ وصل للحكومة أو البرلمان أو قيادي في الجيش، فالسلطة هي أبناؤنا الغير بررة ولا يمكن أن يقتل الأب أبناؤه بحجة الإصلاح.
إني على يقين أن الجزائري أصبح يدرك تماما أن طريق الإصلاح في الجزائر يستحيل أن يمر عبر طريق العنف والدمار بل عبر طريق الإصلاح والدعوة والتوعية الأسرية لإنتاج أبناء بررة وبالتالي سلطة بارة !
إن الإعلام للأسف يحاول أن يصور آن الشعب في واد والحكام في واد والحقيقة تقول أن الشعب هو الدولة والدولة هي الشعب وكلاهما يمثلان الجزائر ، أما الجزيرة فالجزائري أخبر الناس بها منذ التسعينات ! والعربية يبدو أنها تريد ركوب الموجة فأطلت علينا بمقال الفيس بوك ينوب عن الدولة ! خسئو ا والله !
إن كل واحد منا في قريته ومدينته يرى بأم عينه ما تسخره الدولة وما سخرته في أزمة الثلج جيشا وحماية مدنية وشرطة ثم تختزل كل هذا في الفيس بوك كذبوا والله فأي إجحاف هذا !
لكن للآسف بقية الأقوام لا تدرك حقيقة رائعة جدا وهي أن الجزائري عدو للحكومة ما دام في بحبوحة وما دام الأجنبي بعيد عنا ! لكن عند الشدة و تدخل الآجنبي فالحكومة والجيش والشعب مرادف لشيء واحد وهي شخصية هلامية إسمها جزائري وفحل وما يقبلش الذل !
إنه وفي الآزمات يسقط مفهوم الدولة والجيش والشعب بل يتداخل الجميع ليذكرنا بالثورة التحريرية فالكل واحد والواحد هو الكل ففي قرى وجبال الجزائر إقتسم الجيش ثكنته ومؤونته مع القرويين في موجة الثلج هذه ليضرب أحسن مثل وليعود بنا لسنوات الثورة و دورية نحو الشرق و علي لابوانت.
نعم هناك عيوب ونقائص كبيرة وجب معالجتها وتداركها وسوف نفعل بحول الله لكن دون ربيع أسود ودون إملاء من أحد .
نسأل الله أن يبقي الجزائر شامخة و شوكة في حلق كل من يريدها مدمرة مشتتة
وكتب : باديسي
إن المتابع للأحداث سواءا القديمة منها أو الحديثة ، فإن بصمة الشعب الجزائري ستكون موجودة وذلك من خلال رؤيته للأمور والتي عادة تكسوها عاطفة جياشة مستمدة من نمط تكون الشخصية الجزائرية التي خاضت الآمرين في حقبة الإستعمار وكما أن في كل مر جانب حلو وإن لم يكن إلا الصبر وصقل جوهر الإنسان .
إن ذلك الصبر وذلك الصقل منه هلام العقلية الجزائرية التي هي مزيج بين النخوة والمروءة والشجاعة و كره الظلم و الحقرة والإنتصار للضعيف والبغض الشديد لدرجة المقت لكل من يتجبر أو يتكبر ويظلم في حين تكون التحية والإكبار لكل منتصر وصامد وشجاع دون إهمال عقلية الرعونة التي تميز الجزائري بإمتياز ، والرعونه هي ما يعرف عرفا باللهجة المحلية بخشونة الرأس أو (تاغنانت) وذلك لكل من يحاول أن يفرض عليه شيء عنوة يقابل كل هذا إستعداد فطري وكرم طائي للتنازل على كل شيى ء ما دام بالليونة والكرم ! إنها خصال الكريم !
لكن كل هذه الصفات إن لم تنضبط بالشرع قد تقود لتطرف فكري سلوكي في مجابهة وتصور الواقع والتفاعل معه ، و مثال ذلك الثورات العربية ، فالجزائري ساند كل ثورة في بدايتها لأنه يرى لها مبررا بل هي غريزة عنده فينتفض مساندا كل حركة ضد الظلم فإنتصر للثورة التونسية لما يكابده التوانسة من الظلم و أيضا ساند الليبين في بداية مطالبهم السلمية لكن سرعان ما يسقط الليبيين في فخ الفوضى والسلاح والخروج المسلح على الحاكم وختموها بتسليم ليبيا للغرب وحلفه العسكري , فيعود الجزائري للجهة المقابلة ليكون عدوا لكل ما هو ليبي لكن بصورة متطرفة بشعة وهي الإحتفاء بالقذافي المتجبر وجعله بطلا قوميا وشهيدا !!
سبحان الله وكأنه لا توجد عندنا حالة وسطية ! يعني كأنه حتى أكون ضد تصرفات الشعب الليبي في الإستقواء على بعضهم البعض بالآجنبي ( البراني ) فلا بد أن أطبل وأمجد الطاغية القذافي !
والأمر نفسه يتكرر مع سوريا، فالجزائري مع الشعب السوري ويريد له الخير ولا يرضى بالتقتيل الذي يقوده المجرم بشار ضد شعبه لكنه بالمقابل لا يرضى بتفتيت سوريا وإعادتها للعصور القديمة شراذم متقاتلين متناحرين !
لكن هذا الموقف الوسط نادر فتجدنا إما مع الطاغية نمجده أو مع الشعب حتى ولو كان يسير بدولته للهاوية !
على كل، أهم شىء أن يتركنا الجميع في حالنا فنحن نعيش مرحلة بناء للجزائر رغم كل العيوب ورغم كل الفساد و رغم كل شيء، لكن النظام الجزائري بجيشه وساسته لا يشبه من قريب ولا من بعيد بعض الدول العربية و دولتنا طريق تعديلها هو المثابرة والعمل والتعاون والإلحاح على التغيير لكن في إطار قطار وقاطرة تسير وليس بتحطيم القطار .
إن الجزائر وفي عز الفتنة لم يعاملنا حكمها بمثل ما يفعل بشار اليوم بشعبه فلم تسقط قذيفة قط على أي حي سكني حتى في عز التسعينات بل لا يمكن أن يتصور أن يحدث هذا من جيش شعبي قوامه أبناؤنا ، وهذا لا يعني الدفاع عن بعض التصرفات والتجاوزات الفئوية التي حصلت في ضرف أقرب للحرب منها للثورة !
وبلادنا الفساد والحقرة فيها ليس حكرا على السلطة بل هي قرينه لأبسط مواطن إلا ما رحم ربي كما أن الحقرة والظلم الممنهج ليس بتلك الصورة كما هو في بعض البلدان العربية فضلا على الحريات الكبيرة خاصة الدينية منها و هذا من رحمة الله و يكأنه فعلا كما نكون يولى علينا.
فالمواطن الجزائري لا يحس أن حكامه هي فئة معينة جهوية أو طائفيه بل يدرك تماما أن الحاكم في الجزائر إنما هم آبناؤه من الشرق والغرب من الشمال والجنوب فالسلطة في الجزائر ليست حكرا على الغني ولا على فلان أو علان فكل منا يعرف أن من قريته ودواره بل ربما من أقاربه هناك متسلط ومتنفذ وصل للحكومة أو البرلمان أو قيادي في الجيش، فالسلطة هي أبناؤنا الغير بررة ولا يمكن أن يقتل الأب أبناؤه بحجة الإصلاح.
إني على يقين أن الجزائري أصبح يدرك تماما أن طريق الإصلاح في الجزائر يستحيل أن يمر عبر طريق العنف والدمار بل عبر طريق الإصلاح والدعوة والتوعية الأسرية لإنتاج أبناء بررة وبالتالي سلطة بارة !
إن الإعلام للأسف يحاول أن يصور آن الشعب في واد والحكام في واد والحقيقة تقول أن الشعب هو الدولة والدولة هي الشعب وكلاهما يمثلان الجزائر ، أما الجزيرة فالجزائري أخبر الناس بها منذ التسعينات ! والعربية يبدو أنها تريد ركوب الموجة فأطلت علينا بمقال الفيس بوك ينوب عن الدولة ! خسئو ا والله !
إن كل واحد منا في قريته ومدينته يرى بأم عينه ما تسخره الدولة وما سخرته في أزمة الثلج جيشا وحماية مدنية وشرطة ثم تختزل كل هذا في الفيس بوك كذبوا والله فأي إجحاف هذا !
لكن للآسف بقية الأقوام لا تدرك حقيقة رائعة جدا وهي أن الجزائري عدو للحكومة ما دام في بحبوحة وما دام الأجنبي بعيد عنا ! لكن عند الشدة و تدخل الآجنبي فالحكومة والجيش والشعب مرادف لشيء واحد وهي شخصية هلامية إسمها جزائري وفحل وما يقبلش الذل !
إنه وفي الآزمات يسقط مفهوم الدولة والجيش والشعب بل يتداخل الجميع ليذكرنا بالثورة التحريرية فالكل واحد والواحد هو الكل ففي قرى وجبال الجزائر إقتسم الجيش ثكنته ومؤونته مع القرويين في موجة الثلج هذه ليضرب أحسن مثل وليعود بنا لسنوات الثورة و دورية نحو الشرق و علي لابوانت.
نعم هناك عيوب ونقائص كبيرة وجب معالجتها وتداركها وسوف نفعل بحول الله لكن دون ربيع أسود ودون إملاء من أحد .
نسأل الله أن يبقي الجزائر شامخة و شوكة في حلق كل من يريدها مدمرة مشتتة
وكتب : باديسي
via مدونة لكل الجزائريين و العرب http://ift.tt/1jznaat
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire