أرزقي فراد يعود إلى تفاصيل "الأزمة البربرية" سنة 1949 / الحلقة الثانية
كريم بلقاسم قام بتصفية أنصار الأمازيغية خوفا على الثورة
مصالي أقصى الأمازيغية تأثرا بشكيب أرسلان والقومية
المحافظة السامية للأمازيغية ستكون بخير مع الهاشمي عصاد
يركز الكاتب والباحث أرزقي فراد في هذه الحلقة على تفاصيل الأزمة البربرية التي فجرها مصالي الحاج داخل حزب الشعب سنة 1949 وتداعياتها إبان الثورة التحريرية. ويحمّل أب الحركة الوطنية مسؤولية إقصاء المعطى الأمازيغي من الهوية الجزائرية. ويؤكد -بالدليل- أن قصة إنشاء حزب "شعب القبائل" كانت مجرد إشاعة دفعت بكريم بلقاسم إلى تصفية أنصار الأمازيغية من المناضلين. ينتقد التوجه السياسي للمحافظة السامية للغة الأمازيغية ويعلق آمالا كثيرة على الهاشمي عصاد الذي خلف يوسف مراحي على رأسها، مستغربا شغور منصب الرئيس لمدة عشر سنوات منذ وفاة آيت عمران.
ماهي المحطات البارزة في اهتمام الفرنسيين بالأمازيغية لغة وكتابة؟
ظهر أول قاموس للأمازيغية في أواخر القرن 18م، على يد الجاسوس الفرنسي فونتير دى باراديVenture de Paradis، لكن نشره تأخر إلى سنة 1844م. جمع فيه ألسن الأمازيغية المنتشرة في مدينة الجزائر (آث مزغنة)، وما جاورها كمنطقة جرجرة، والأطلس البليدي الذي تحتضر فيه اليوم الأمازيغية دون تدخل الإذاعة المحلية لولاية البليدة لإنقاذ هذا التراث.
وفي أواخر 1880 قرّرت فرنسا تدريس الأمازيغية في المدرسة العليا للآداب، فاستحدثت ديبلوما خاصا للغة البربرية، وفي هذا السياق تمّ تكليف بلقاسم بن سديرة بتأليف كتاب مدرسي للأمازيغية ظهر بعنوان Cours de Langue Kabyle سنة 1887. كما ألّف أعمر بوليفة كتابا آخر بعنوان methode de langue kabyle صدر سنة 1913، بالإضافة إلى جهود ريني باسي ونجله هنري باسي، وغيرهما. هذا وقد لعبت إرساليات التنصير دورا بارزا في إحياء الأمازيغية، على غرار ما حدث للغة العربية في المشرق، وهذا في إطار جهود الغرب الرامية إلى تشتيت الدولة العثمانية المسلمة، وفق أهداف استعمارية.
وماذا عن المنادين بأهمية كتابة الأمازيغية بالتيفيناغ، ويعتبرون كتابتها بالحرف العربي أو بالحرف اللاتيني خيانة؟
حرف تيفيناغ هو الأصل في كتابة اللغة الأمازيغية، لكن بالنظر إلى ما وصلنا من التراث المدوّن، نجد أن معظمه قد كتب بالحروف العربية بشهادة الباحثين الفرنسيين كما سبق الذكر في الحلقة الأولى. وظلت كتابة تيفيناغ محصورة عندنا في منطقة الهڤار بصفة خاصة، خلافا لإخواننا في المغرب الأقصى الذين تبنوا في إطار جهود المعهد الملكي للأمازيغية حرف تيفيناغ.
هذا وقد تخلى الباحث مولود معمري عندنا عن هذا الحرف في وقت مبكر، ليتبنى بدله الحرف اللاتيني بعد أن أضاف له بصمته الخاصة، حتى صارت هذه الكتابة تعرف باسم "ثامعمريث". ويبدو أن الرغبة في استغلال وسائل الكتابة العصرية - كالحاسوب مثلا- قد دفعت الكثير إلى التخلي عن الحرف الأصيل، ولم يتم ذلك بسهولة طبعا، كما أن تبني الحرف العربي أو الحرف اللاتيني يُغني الطالب عن تجشم تعلم أبجدية جديدة قد يستعصي أمرُها على المتعلم .
ومهما يكن من أمر فإن كتابة الأمازيغية بالحروف العربية ليس خيانة كما جاء في السؤال، بل هو وفاء للتاريخ، وأذكـّر القارئ أن الشعر الأمازيغي الأصيل في منطقة القبائل، مرتبط بالحرف العربي والإسلام ارتباطا وثيقا، فهو يبدأ بالبسملة والتصلية، ويُبنى على الحروف العربية، فهناك الكثير من الشعراء الذين بنوا قصائدهم الطويلة حسب الترتيب الأبجدي للحروف العربية، كما فعل الحاج أحمذ أعراب المشذالي، ومحند السعيد تزروت (1883-1963)، والحاج أسعيذ اُوزفون(1883-1946) وغيرهم. ومراعاة للمقام اكتفى بذكر نموذجين اثنين لأمير شعراء الزواوة (القبائل) سي مُحندْ اُومْحَندْ المتوفى سنة 1906م، فقد دفعه الغزَل بفتاة فرنسية إلى بناء قصيدة بأحرف اسمها، يدركه السامع أو القارئ بذكائه:
سبق لكم أن كتبتم أن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أنصفت القضية الأمازيغية فيما عارضتها الحركة الوطنية، ماذا تقصد بالضبط؟
إذا عدنا إلى أدبيات الحركة الإصلاحية، نجد "البعد الأمازيغي" يتمتع بذكر حسن، فقد تحدث- مثلا- مبارك الميلي عن الأمازيغية بإفاضة في كتابه الموسوم: "تاريخ الجزائر في القديم والحديث" الصادر سنة 1928، وتحدّث أيضا أحمد توفيق المدني في كتابه الشهير الموسوم "كتاب الجزائر" الصادر سنة 1931 بإسهاب عن الحضارة الأمازيغية.
وخلافا لما يعتقده البعض من أن جمعية العلماء، قد رفضت الأمازيغية من خلال شعارها المعروف (الجزائر وطننا والإسلام ديننا والعربية لغتنا)، فإن عبد الحميد بن باديس لم ينكر البُعد الأمازيغي في الشخصية الجزائرية، بدليل أن كلمته الشهيرة (ما جمعته يد الله لا تفرقه يد الشيطان) المنشورة في مجلة الشهاب في شهر فيفري سنة 1936، تعقيبا على الكلمة التي ألقاها الشيخ يحي حمودي باللسان القبائلي في مقر نادي الترقي، قد وقـّعها باسم عبد الحميد بن باديس الصنهاجي (وصنهاجة هي قبيلة أمازيغية كبيرة).
هذا وقد أقرّ الكثير من رجالات الإصلاح من غير الأمازيغ بحكمة وتبصر، البعد الأمازيغي في إبداعاتهم كالشيخ أحمد سحنون في قصيدته الموسومة "العامل الجزائري"، ومحمد الصالح رمضان. وفي الحقيقة فإن شعار الجمعية المذكور قد رُفع في وجه الاستعمار الفرنسي وليس في وجه الأمازيغية.
أما مصالي الحاج _ رحمه الله- رئيس الحركة الوطنية الداعية للاستقلال، فقد تنكّر للبُعد الأمازيغي في مقاربته لمفهوم الأمة الجزائرية، التي اختزل ماضيها في الفتح الإسلامي فقط، الأمر الذي أدّى إلى فتح نقاش حول مفهوم الأمة لدى مناضلي منطقة القبائل، أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر (واعلي بنّاي، مبارك آيت منڤلات، عمار ولد حمودة، محند اُويذير آيت عمران، الصادق هجرس، مبروك بلحسين، السعيد اُوبوزار، يحي هنين، رشيد علي يحي، السعيد علي يحي، وغيرهم) خاصة في اللقاء الذي جمعهم في قرية أعروس ببلدية "لاربعا ناث يراثن" في جويلية 1948م. وفي شهر ديسمبر 1948م، أرسل مصالي الحاج مذكرة سياسية إلى هيئة الأمم المتحدة في سياق نشاطه السياسي، ذكر فيها أن: "الأمة الجزائرية عربية ومسلمة، أنشئت منذ القرن السابع الميلادي".
وقد أثارت هذه الجملة موجة من السخط في أوساط المناضلين الوطنيين المدافعين عن المكوّن الأمازيغي، وعلى إثر ذلك كلف المناضل عمار ولد حمودة (عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الجزائري، وقيادي في المنظمة الخاصة) السعيد اُوبوزار بتحرير مقترح سياسي يثري "مفهوم الأمة الجزائرية" بإضافة البعد الأمازيغي إلى مكوّناتها ليصبح على النحو التالي: "الجزائر جزائرية" بدل شعار "الجزائر عربية"، على أن يقدم للمناقشة في دورة من دورات اللجنة المركزية للحزب.
لكن تسرّع علي يحي رشيد في عقد جلسة عمل لفيدرالية فرنسا في شهر مارس 1949م، وتبنى فكرة "الجزائر جزائرية" أجهض المشروع قبل مناقشته في اللجنة المركزية، وسرّع بتفجير الأزمة، أسفرت عن طرد الكثير من أنصار الأمازيغية من الحزب.
هذا وقد تحفظ مصالي الحاج - رحمه الله- على كلمة "جزائرية" واعتبرها مُعرقلة للفكر التحرري في الجزائر. وأدّى ذلك إلى انفجار أزمة هوية في الحزب سنة 1949م، عرفت باسم "الأزمة البربرية"، والصواب- في نظري- هو أن تعرّف بكونها أزمة تحديد مفهوم "الأمة الجزائرية" بدليل أن القضية الأمازيغية ظلت تعتمل في المجتمع الجزائري إلى غاية قبولها وإدراجها في الدستور لغة وطنية سنة 2002م.
وفي الوقت الذي تجاهل حزب الشعب الجزائري هذه القضية في أدبياته، فقد كانت الأمازيغية حاضرة في الميدان من خلال أداء أناشيد وطنية بها لشحذ الهمم، لعلّ أهمها نشيد "أكـّرْ أمِّيسْ اُومَازيغْ/ انهض يا ابن الأمازيغ" من تأليف المناضل محند اُويذير آيت عمران في الأربعينيات من القرن الماضي. وبرز خلال ثورة نوفمبر 1954، المجاهد فريد علي بأناشيده الوطنية الحماسية (وهو عضو في الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني)، التي كانت تذاع حتى من "صوت العرب" بالقاهرة، أهمها نشيد "آيمّا أصبَـرْ اُورَتسْـرُو/ صبرا جميلا يا أمّي".
تداعيات الأزمة البربرية امتدت الى الثورة التحريرية.. كيف تعامل قادة الثورة من أصل قبائلي مع توجهات من أصروا على الدفاع عن قضيتهم في ذلك التوقيت الحرج؟
وصل الأمر إلى حدّ تصفية بعض رموز الأمازيغية سنة 1956 بالولاية الثالثة التاريخية على يد كريم بلقاسم، دون أن يشفع لهم ماضيهم النضالي الكبير وانضمامهم إلى الثورة، منهم واعلي بناي (مسؤول المنظمة الخاصة في منطقة القبائل وعضو في اللجنة المركزية)، وعمار ولد حمودة، وعلي فرحات، ومبارك آيت منڤلات. وفرحات علي المعني بالقضية والذي أطلق عليه كريم بلقاسم الرصاص لكنه نجا من الموت، نشر في "الجيري ريبوبليكان" تعقيبا يقول فيه إنها أكاذيب ويقول إنه "لم يكن ولن يكون هناك حزب ولا شعب قبائلي أبدا بل شعب جزائري لا غير".
قد يفسّر احتضان جمعية العلماء المسلمين الجزائريين للبعد الأمازيغي بطبيعة مهامها التربوية، أما الحركة الوطنية فكانت حريصة على وحدة الجزائريين لأن القضية الأم هي محاربة العدو الفرنسي؟
فعلا، كانت أهداف جمعية العلماء تتمثل في بناء الإنسان والمجتمع، عن طريق محاربة الجهل المنجِب للدروشة والشعوذة، ونشر التعليم والوعي الديني بأدوات العصر المتمثلة في المدرسة الحديثة المعربة، والمهتمة بتاريخ الجزائري العريق الضارب بجذوره في أعماق الماضي، وبالحضارة الإسلامية، وفي توظيف الصحافة والمسرح والفنون، والكشافة الإسلامية، وبناء النوادي العلمية وتأسيس الجمعيات الخاصة بالشباب. كل ذلك من أجل تحصين الناشئة بالتربية الوطنية وتمكينها من استيعاب علوم عصرها، وهو ما عبّر عنه ابن باديس بعبارة "خذ للحياة سلاحها".
أما الحركة الوطنية فقد ركزت جهودها على نشر الوعي السياسي في أوساط الجماهير الواسعة، بإبراز مظالم الاستعمار بالطرق البسيطة التي يفهمها العوام، لإقناع الجميع في النهاية بضرورة توحيد الجهود لاسترجاع السيادة الوطنية المعطلة. لكن يبدو لي أن تباين مهام الحركتين الإصلاحية والسياسية وطرائق عملها المختلفة، لا يفسّر وحده تجاهل حزب الشعب الجزائري للمُعطى الأمازيغي، لأن التاريخ هو العمود الفقري للوطنية كما هو معلوم. وعليه لا أستبعد أن يكون تأثر الزعيم مصالي الحاج- رحمه الله- بالقومية العربية من خلال احتكاكه بشخصية شكيب أرسلان، عاملا له وزنه في عدم اهتمامه بخصوصيات الأمة الجزائرية.
هناك من يرى أن التوجه البربري للمناضل حسين آيت أحمد كان سبباً في إبعاده إلى القاهرة؟
صحيح أن حسين آيت أحمد كان مقتنعا بضرورة فتح نقاش واسع في جلسات اللجنة المركزية للحزب، من أجل الوصول إلى التعريف الصحيح لمفهوم "الأمة الجزائرية"، التي لا يمكن بأي حال من الأحوال اختزال تاريخها في المكوّن العربي الإسلامي فقط. لكنه كان يفضل طرح ذلك بطريقة عقلانية هادئة، من شأنها أن تساعد على قبول الفكرة، لذا أنحى باللائمة على رشيد علي يحي، الذي تميّز نشاطُه في فيدرالية فرنسا بالحماقة، وكان وبالا على القضية الأمازيغية. وعلى أي حال أصابته تداعيات القضية فأبعد عن قيادة المنظمة الخاصة، وأرسل إلى القاهرة حيث شرع في مهمته الجديدة المتجسدة في العمل الدبلوماسي.
تتفق مع الدكتور عثمان سعدي في نقاط كثيرة وتختلف معه في ماهية الأمازيغية التي يصر على أنها مجرد لهجة كغيرها من اللهجات، بل هي جزءٌ من اللغة العربية؟
عثمان سعدي يركز على ظاهرة الاقتراض، إلى درجة توحي بأنه لا يقرّ بوجود "الهوية الأمازيغية". وأرى أن انتماء بعض اللغات المتقاربة في العالم، إلى وعاء حضاري مشترك، ليس مدعاة للذوبان والانصهار، بدليل أن اللغات الايطالية والفرنسية والاسبانية والبرتغالية، ذات الأصل المشترك، متمايزة عن بعضها البعض، ولكل منها هويتها الخاصة؛ فصحيح أن الأمازيغية لها قواسم مشتركة قوية مع العربية، لكنها متميزة عنها بوضوح.
علاقتك بالفرانكفونيين ليست على ما يرام، واختلافك مع يوسف مراحي نموذج منها؟
أزعم أني باحث أتحرّى الموضوعية والنزاهة في أعمالي، وقد جعلتني مواقفي الصريحة المتكئة على المعرفة، أتعرّض أحيانا لهجمات من طرف مَنْ جعل مساحة العاطفة أكبر من مساحة العقل في مواقفه. وبما أن الصلح خير، أقول: حتى وإن جار عليّ أهلي فهم كرام.
لماذا فشلت المحافظة السامية للأمازيغية في مهمتها في رأيكم؟ وهل إنشاؤها كان مجرد ريع سياسي؟
رغم أنني لست راضيا عن طبيعة المحافظة السامية للأمازيغية لأسباب يطول شرحها، أرى أنه من الإنصاف أن ننوّه بوجودها الذي حقق حلم أجيال عديدة. ظهرت هذه المحافظة في ظرف سياسي استثنائيّ جدا، تمثل في إضراب المحفظة، الذي عطل التعليم في منطقة القبائل لمدة سنة (1994-1995)، وهو الأمر الذي حال دون الإعداد الدقيق والضروري لنجاح مشروع تدريسها.
أتحفظ إزاء توجّه المحافظة السياسي.. ثم لماذا تـُرك منصب رئيس المحافظة السامية للأمازيغية شاغرا لمدة عشر سنوات بعد وفاة السيد محند اُويذير آيت عمران - رحمه الله- سنة 2004م؟ في حين تمّ تعيين رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، بعد أشهر قليلة فقط من شغور منصب الرئيس؟ لا شك أن في الأمر عين السخط الرامقة للأمازيغية من وراء الستار. وعلى أي حال فالوقت قد حان لتأسيس أكثر من هيئة لترقية الأمازيغية بكل ألسنها كما ورد في الدستور.
توجّه المحافظة السياسي معروف "أرسيدي".. هل ستتغير العلاقة في رأيكم بعد تعيين الهاشمي عصاد خلفاً ليوسف مراحي على رأس المحافظة أم ستبقى حكرا على أنصار هذا الحزب من الباحثين والناشطين في الحقل العلمي والثقافي؟
دعيني أوّلا أهنئه على هذا التعيين، وأرجو له كل التوفيق والنجاح في مهمته الجديدة. والسيد الهاشمي عصّاد رجل كفء، يجمع بين الثقافة وحسن التسيير والرزانة، أكد ذلك في مهامه السابقة خاصة حين كان مسؤولا عن حقل السينما الناطقة بالأمازيغية، له قدرة كبيرة على التواصل مع الآخرين، بفضل تغليبه للطرح المعرفي على الرؤية الإيديولوجية. ورغم تباين وجهات النظر بيننا أحيانا فهو يحترمني، وعليه ليس بوسعي إلا أن أبادله الاحترام والتقدير. وقد وجّه لي دعوة لزيارته، وسألبّيها عن قريب بفرح وسرور، ولن أدّخر وسعا من أجل مساعدته في مهامه الجديدة، إن طلب مني ذلك.
كريم بلقاسم قام بتصفية أنصار الأمازيغية خوفا على الثورة
مصالي أقصى الأمازيغية تأثرا بشكيب أرسلان والقومية
المحافظة السامية للأمازيغية ستكون بخير مع الهاشمي عصاد
يركز الكاتب والباحث أرزقي فراد في هذه الحلقة على تفاصيل الأزمة البربرية التي فجرها مصالي الحاج داخل حزب الشعب سنة 1949 وتداعياتها إبان الثورة التحريرية. ويحمّل أب الحركة الوطنية مسؤولية إقصاء المعطى الأمازيغي من الهوية الجزائرية. ويؤكد -بالدليل- أن قصة إنشاء حزب "شعب القبائل" كانت مجرد إشاعة دفعت بكريم بلقاسم إلى تصفية أنصار الأمازيغية من المناضلين. ينتقد التوجه السياسي للمحافظة السامية للغة الأمازيغية ويعلق آمالا كثيرة على الهاشمي عصاد الذي خلف يوسف مراحي على رأسها، مستغربا شغور منصب الرئيس لمدة عشر سنوات منذ وفاة آيت عمران.
ماهي المحطات البارزة في اهتمام الفرنسيين بالأمازيغية لغة وكتابة؟
ظهر أول قاموس للأمازيغية في أواخر القرن 18م، على يد الجاسوس الفرنسي فونتير دى باراديVenture de Paradis، لكن نشره تأخر إلى سنة 1844م. جمع فيه ألسن الأمازيغية المنتشرة في مدينة الجزائر (آث مزغنة)، وما جاورها كمنطقة جرجرة، والأطلس البليدي الذي تحتضر فيه اليوم الأمازيغية دون تدخل الإذاعة المحلية لولاية البليدة لإنقاذ هذا التراث.
وفي أواخر 1880 قرّرت فرنسا تدريس الأمازيغية في المدرسة العليا للآداب، فاستحدثت ديبلوما خاصا للغة البربرية، وفي هذا السياق تمّ تكليف بلقاسم بن سديرة بتأليف كتاب مدرسي للأمازيغية ظهر بعنوان Cours de Langue Kabyle سنة 1887. كما ألّف أعمر بوليفة كتابا آخر بعنوان methode de langue kabyle صدر سنة 1913، بالإضافة إلى جهود ريني باسي ونجله هنري باسي، وغيرهما. هذا وقد لعبت إرساليات التنصير دورا بارزا في إحياء الأمازيغية، على غرار ما حدث للغة العربية في المشرق، وهذا في إطار جهود الغرب الرامية إلى تشتيت الدولة العثمانية المسلمة، وفق أهداف استعمارية.
وماذا عن المنادين بأهمية كتابة الأمازيغية بالتيفيناغ، ويعتبرون كتابتها بالحرف العربي أو بالحرف اللاتيني خيانة؟
حرف تيفيناغ هو الأصل في كتابة اللغة الأمازيغية، لكن بالنظر إلى ما وصلنا من التراث المدوّن، نجد أن معظمه قد كتب بالحروف العربية بشهادة الباحثين الفرنسيين كما سبق الذكر في الحلقة الأولى. وظلت كتابة تيفيناغ محصورة عندنا في منطقة الهڤار بصفة خاصة، خلافا لإخواننا في المغرب الأقصى الذين تبنوا في إطار جهود المعهد الملكي للأمازيغية حرف تيفيناغ.
هذا وقد تخلى الباحث مولود معمري عندنا عن هذا الحرف في وقت مبكر، ليتبنى بدله الحرف اللاتيني بعد أن أضاف له بصمته الخاصة، حتى صارت هذه الكتابة تعرف باسم "ثامعمريث". ويبدو أن الرغبة في استغلال وسائل الكتابة العصرية - كالحاسوب مثلا- قد دفعت الكثير إلى التخلي عن الحرف الأصيل، ولم يتم ذلك بسهولة طبعا، كما أن تبني الحرف العربي أو الحرف اللاتيني يُغني الطالب عن تجشم تعلم أبجدية جديدة قد يستعصي أمرُها على المتعلم .
ومهما يكن من أمر فإن كتابة الأمازيغية بالحروف العربية ليس خيانة كما جاء في السؤال، بل هو وفاء للتاريخ، وأذكـّر القارئ أن الشعر الأمازيغي الأصيل في منطقة القبائل، مرتبط بالحرف العربي والإسلام ارتباطا وثيقا، فهو يبدأ بالبسملة والتصلية، ويُبنى على الحروف العربية، فهناك الكثير من الشعراء الذين بنوا قصائدهم الطويلة حسب الترتيب الأبجدي للحروف العربية، كما فعل الحاج أحمذ أعراب المشذالي، ومحند السعيد تزروت (1883-1963)، والحاج أسعيذ اُوزفون(1883-1946) وغيرهم. ومراعاة للمقام اكتفى بذكر نموذجين اثنين لأمير شعراء الزواوة (القبائل) سي مُحندْ اُومْحَندْ المتوفى سنة 1906م، فقد دفعه الغزَل بفتاة فرنسية إلى بناء قصيدة بأحرف اسمها، يدركه السامع أو القارئ بذكائه:
ألـفـَصْـلِـيوْ يَدّى غـَفْ ألـفـَا
إفْ ثـرْنـَا ألـيـَا
أسْ لامْ ألِـفْ إثْ كـمَّـلْ
ذا دَّالْ آيْـذ ْ ويسْخـمْـسـَا
يَـرْنـادْ لامْ وَلـْـفـَا
سَـلْ يـَا و نـُونْ إثْ جمَّـلْ
وبناء على هذه القصيدة فإن اسم الفتاة الفرنسية هو "فيلادلفين".
أمّا البعد الروحي الإسلامي فيتجلى في هذه القطعة الشعرية بوضوح:
سُبحانكْ أوَاحَدْ الأحَدْ
ذلـوَاجَبْ أكْ نحْمَذ ْ
ثـفـْكِيضْـدْ القـُذرَا أنـْصَـبْـرَاسْ
زيكْ ذزْهَـرْ أيْـسَڤـمَـدْ
ألهيغـْـدْ ذو جَوَّد ْ
كلْ الحَرْفْ سلْ عِبَارَاسْ
ثـُورَا إيمِي نـَتـْخـَذ ْ
أفْ لحْرَامْ أنعَمذ
أسْـنـَغ ْ أفريذ ْ أخضِيغـَاسْ
سبق لكم أن كتبتم أن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أنصفت القضية الأمازيغية فيما عارضتها الحركة الوطنية، ماذا تقصد بالضبط؟
إذا عدنا إلى أدبيات الحركة الإصلاحية، نجد "البعد الأمازيغي" يتمتع بذكر حسن، فقد تحدث- مثلا- مبارك الميلي عن الأمازيغية بإفاضة في كتابه الموسوم: "تاريخ الجزائر في القديم والحديث" الصادر سنة 1928، وتحدّث أيضا أحمد توفيق المدني في كتابه الشهير الموسوم "كتاب الجزائر" الصادر سنة 1931 بإسهاب عن الحضارة الأمازيغية.
وخلافا لما يعتقده البعض من أن جمعية العلماء، قد رفضت الأمازيغية من خلال شعارها المعروف (الجزائر وطننا والإسلام ديننا والعربية لغتنا)، فإن عبد الحميد بن باديس لم ينكر البُعد الأمازيغي في الشخصية الجزائرية، بدليل أن كلمته الشهيرة (ما جمعته يد الله لا تفرقه يد الشيطان) المنشورة في مجلة الشهاب في شهر فيفري سنة 1936، تعقيبا على الكلمة التي ألقاها الشيخ يحي حمودي باللسان القبائلي في مقر نادي الترقي، قد وقـّعها باسم عبد الحميد بن باديس الصنهاجي (وصنهاجة هي قبيلة أمازيغية كبيرة).
هذا وقد أقرّ الكثير من رجالات الإصلاح من غير الأمازيغ بحكمة وتبصر، البعد الأمازيغي في إبداعاتهم كالشيخ أحمد سحنون في قصيدته الموسومة "العامل الجزائري"، ومحمد الصالح رمضان. وفي الحقيقة فإن شعار الجمعية المذكور قد رُفع في وجه الاستعمار الفرنسي وليس في وجه الأمازيغية.
أما مصالي الحاج _ رحمه الله- رئيس الحركة الوطنية الداعية للاستقلال، فقد تنكّر للبُعد الأمازيغي في مقاربته لمفهوم الأمة الجزائرية، التي اختزل ماضيها في الفتح الإسلامي فقط، الأمر الذي أدّى إلى فتح نقاش حول مفهوم الأمة لدى مناضلي منطقة القبائل، أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر (واعلي بنّاي، مبارك آيت منڤلات، عمار ولد حمودة، محند اُويذير آيت عمران، الصادق هجرس، مبروك بلحسين، السعيد اُوبوزار، يحي هنين، رشيد علي يحي، السعيد علي يحي، وغيرهم) خاصة في اللقاء الذي جمعهم في قرية أعروس ببلدية "لاربعا ناث يراثن" في جويلية 1948م. وفي شهر ديسمبر 1948م، أرسل مصالي الحاج مذكرة سياسية إلى هيئة الأمم المتحدة في سياق نشاطه السياسي، ذكر فيها أن: "الأمة الجزائرية عربية ومسلمة، أنشئت منذ القرن السابع الميلادي".
وقد أثارت هذه الجملة موجة من السخط في أوساط المناضلين الوطنيين المدافعين عن المكوّن الأمازيغي، وعلى إثر ذلك كلف المناضل عمار ولد حمودة (عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الجزائري، وقيادي في المنظمة الخاصة) السعيد اُوبوزار بتحرير مقترح سياسي يثري "مفهوم الأمة الجزائرية" بإضافة البعد الأمازيغي إلى مكوّناتها ليصبح على النحو التالي: "الجزائر جزائرية" بدل شعار "الجزائر عربية"، على أن يقدم للمناقشة في دورة من دورات اللجنة المركزية للحزب.
لكن تسرّع علي يحي رشيد في عقد جلسة عمل لفيدرالية فرنسا في شهر مارس 1949م، وتبنى فكرة "الجزائر جزائرية" أجهض المشروع قبل مناقشته في اللجنة المركزية، وسرّع بتفجير الأزمة، أسفرت عن طرد الكثير من أنصار الأمازيغية من الحزب.
هذا وقد تحفظ مصالي الحاج - رحمه الله- على كلمة "جزائرية" واعتبرها مُعرقلة للفكر التحرري في الجزائر. وأدّى ذلك إلى انفجار أزمة هوية في الحزب سنة 1949م، عرفت باسم "الأزمة البربرية"، والصواب- في نظري- هو أن تعرّف بكونها أزمة تحديد مفهوم "الأمة الجزائرية" بدليل أن القضية الأمازيغية ظلت تعتمل في المجتمع الجزائري إلى غاية قبولها وإدراجها في الدستور لغة وطنية سنة 2002م.
وفي الوقت الذي تجاهل حزب الشعب الجزائري هذه القضية في أدبياته، فقد كانت الأمازيغية حاضرة في الميدان من خلال أداء أناشيد وطنية بها لشحذ الهمم، لعلّ أهمها نشيد "أكـّرْ أمِّيسْ اُومَازيغْ/ انهض يا ابن الأمازيغ" من تأليف المناضل محند اُويذير آيت عمران في الأربعينيات من القرن الماضي. وبرز خلال ثورة نوفمبر 1954، المجاهد فريد علي بأناشيده الوطنية الحماسية (وهو عضو في الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني)، التي كانت تذاع حتى من "صوت العرب" بالقاهرة، أهمها نشيد "آيمّا أصبَـرْ اُورَتسْـرُو/ صبرا جميلا يا أمّي".
تداعيات الأزمة البربرية امتدت الى الثورة التحريرية.. كيف تعامل قادة الثورة من أصل قبائلي مع توجهات من أصروا على الدفاع عن قضيتهم في ذلك التوقيت الحرج؟
وصل الأمر إلى حدّ تصفية بعض رموز الأمازيغية سنة 1956 بالولاية الثالثة التاريخية على يد كريم بلقاسم، دون أن يشفع لهم ماضيهم النضالي الكبير وانضمامهم إلى الثورة، منهم واعلي بناي (مسؤول المنظمة الخاصة في منطقة القبائل وعضو في اللجنة المركزية)، وعمار ولد حمودة، وعلي فرحات، ومبارك آيت منڤلات. وفرحات علي المعني بالقضية والذي أطلق عليه كريم بلقاسم الرصاص لكنه نجا من الموت، نشر في "الجيري ريبوبليكان" تعقيبا يقول فيه إنها أكاذيب ويقول إنه "لم يكن ولن يكون هناك حزب ولا شعب قبائلي أبدا بل شعب جزائري لا غير".
قد يفسّر احتضان جمعية العلماء المسلمين الجزائريين للبعد الأمازيغي بطبيعة مهامها التربوية، أما الحركة الوطنية فكانت حريصة على وحدة الجزائريين لأن القضية الأم هي محاربة العدو الفرنسي؟
فعلا، كانت أهداف جمعية العلماء تتمثل في بناء الإنسان والمجتمع، عن طريق محاربة الجهل المنجِب للدروشة والشعوذة، ونشر التعليم والوعي الديني بأدوات العصر المتمثلة في المدرسة الحديثة المعربة، والمهتمة بتاريخ الجزائري العريق الضارب بجذوره في أعماق الماضي، وبالحضارة الإسلامية، وفي توظيف الصحافة والمسرح والفنون، والكشافة الإسلامية، وبناء النوادي العلمية وتأسيس الجمعيات الخاصة بالشباب. كل ذلك من أجل تحصين الناشئة بالتربية الوطنية وتمكينها من استيعاب علوم عصرها، وهو ما عبّر عنه ابن باديس بعبارة "خذ للحياة سلاحها".
أما الحركة الوطنية فقد ركزت جهودها على نشر الوعي السياسي في أوساط الجماهير الواسعة، بإبراز مظالم الاستعمار بالطرق البسيطة التي يفهمها العوام، لإقناع الجميع في النهاية بضرورة توحيد الجهود لاسترجاع السيادة الوطنية المعطلة. لكن يبدو لي أن تباين مهام الحركتين الإصلاحية والسياسية وطرائق عملها المختلفة، لا يفسّر وحده تجاهل حزب الشعب الجزائري للمُعطى الأمازيغي، لأن التاريخ هو العمود الفقري للوطنية كما هو معلوم. وعليه لا أستبعد أن يكون تأثر الزعيم مصالي الحاج- رحمه الله- بالقومية العربية من خلال احتكاكه بشخصية شكيب أرسلان، عاملا له وزنه في عدم اهتمامه بخصوصيات الأمة الجزائرية.
هناك من يرى أن التوجه البربري للمناضل حسين آيت أحمد كان سبباً في إبعاده إلى القاهرة؟
صحيح أن حسين آيت أحمد كان مقتنعا بضرورة فتح نقاش واسع في جلسات اللجنة المركزية للحزب، من أجل الوصول إلى التعريف الصحيح لمفهوم "الأمة الجزائرية"، التي لا يمكن بأي حال من الأحوال اختزال تاريخها في المكوّن العربي الإسلامي فقط. لكنه كان يفضل طرح ذلك بطريقة عقلانية هادئة، من شأنها أن تساعد على قبول الفكرة، لذا أنحى باللائمة على رشيد علي يحي، الذي تميّز نشاطُه في فيدرالية فرنسا بالحماقة، وكان وبالا على القضية الأمازيغية. وعلى أي حال أصابته تداعيات القضية فأبعد عن قيادة المنظمة الخاصة، وأرسل إلى القاهرة حيث شرع في مهمته الجديدة المتجسدة في العمل الدبلوماسي.
تتفق مع الدكتور عثمان سعدي في نقاط كثيرة وتختلف معه في ماهية الأمازيغية التي يصر على أنها مجرد لهجة كغيرها من اللهجات، بل هي جزءٌ من اللغة العربية؟
عثمان سعدي يركز على ظاهرة الاقتراض، إلى درجة توحي بأنه لا يقرّ بوجود "الهوية الأمازيغية". وأرى أن انتماء بعض اللغات المتقاربة في العالم، إلى وعاء حضاري مشترك، ليس مدعاة للذوبان والانصهار، بدليل أن اللغات الايطالية والفرنسية والاسبانية والبرتغالية، ذات الأصل المشترك، متمايزة عن بعضها البعض، ولكل منها هويتها الخاصة؛ فصحيح أن الأمازيغية لها قواسم مشتركة قوية مع العربية، لكنها متميزة عنها بوضوح.
علاقتك بالفرانكفونيين ليست على ما يرام، واختلافك مع يوسف مراحي نموذج منها؟
أزعم أني باحث أتحرّى الموضوعية والنزاهة في أعمالي، وقد جعلتني مواقفي الصريحة المتكئة على المعرفة، أتعرّض أحيانا لهجمات من طرف مَنْ جعل مساحة العاطفة أكبر من مساحة العقل في مواقفه. وبما أن الصلح خير، أقول: حتى وإن جار عليّ أهلي فهم كرام.
لماذا فشلت المحافظة السامية للأمازيغية في مهمتها في رأيكم؟ وهل إنشاؤها كان مجرد ريع سياسي؟
رغم أنني لست راضيا عن طبيعة المحافظة السامية للأمازيغية لأسباب يطول شرحها، أرى أنه من الإنصاف أن ننوّه بوجودها الذي حقق حلم أجيال عديدة. ظهرت هذه المحافظة في ظرف سياسي استثنائيّ جدا، تمثل في إضراب المحفظة، الذي عطل التعليم في منطقة القبائل لمدة سنة (1994-1995)، وهو الأمر الذي حال دون الإعداد الدقيق والضروري لنجاح مشروع تدريسها.
أتحفظ إزاء توجّه المحافظة السياسي.. ثم لماذا تـُرك منصب رئيس المحافظة السامية للأمازيغية شاغرا لمدة عشر سنوات بعد وفاة السيد محند اُويذير آيت عمران - رحمه الله- سنة 2004م؟ في حين تمّ تعيين رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، بعد أشهر قليلة فقط من شغور منصب الرئيس؟ لا شك أن في الأمر عين السخط الرامقة للأمازيغية من وراء الستار. وعلى أي حال فالوقت قد حان لتأسيس أكثر من هيئة لترقية الأمازيغية بكل ألسنها كما ورد في الدستور.
توجّه المحافظة السياسي معروف "أرسيدي".. هل ستتغير العلاقة في رأيكم بعد تعيين الهاشمي عصاد خلفاً ليوسف مراحي على رأس المحافظة أم ستبقى حكرا على أنصار هذا الحزب من الباحثين والناشطين في الحقل العلمي والثقافي؟
دعيني أوّلا أهنئه على هذا التعيين، وأرجو له كل التوفيق والنجاح في مهمته الجديدة. والسيد الهاشمي عصّاد رجل كفء، يجمع بين الثقافة وحسن التسيير والرزانة، أكد ذلك في مهامه السابقة خاصة حين كان مسؤولا عن حقل السينما الناطقة بالأمازيغية، له قدرة كبيرة على التواصل مع الآخرين، بفضل تغليبه للطرح المعرفي على الرؤية الإيديولوجية. ورغم تباين وجهات النظر بيننا أحيانا فهو يحترمني، وعليه ليس بوسعي إلا أن أبادله الاحترام والتقدير. وقد وجّه لي دعوة لزيارته، وسألبّيها عن قريب بفرح وسرور، ولن أدّخر وسعا من أجل مساعدته في مهامه الجديدة، إن طلب مني ذلك.
via مدونة لكل الجزائريين و العرب http://ift.tt/1hOFojL
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire