mercredi 26 février 2014

السنه ومكانتها من التشريع

بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي رسوله الامين

ثم اما بعد

نجد ان كثير من المسلمين لا يضعون مكانه لسنة رسول الله صلي الله عليه بدليل ان الرجل تقول له قال رسول الله صلي الله عليه وسلم كذا وكذا بعد ان يسمع منك ولا يطبق ما سمع

ذلك انما هو نما عن جهل بمكانة السنة من التشريع الإسلامي السنة هي بمكانة المترجم لشرع الله وهي الدليل الذي ياخذ بادينا الي الصراط المستقيم

عَنْ أَبِي مُوسَىٰ ، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ مَا بَعَثَنِي اللّهُ بِهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَىٰ قَوْمَهُ. فَقَالَ: يَا قَوْمِ إِنِّي رَأَيْتُ الْجَيْشَ بِعَيْنَيَّ. وَإِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْعُرْيَانُ. فَالنَّجَاءَ. فَأَطَاعَهُ طَائِفَةٌ مِنْ قَوْمِهِ. فَأَدْلَجُوا فَانْطَلَقُوا عَلَىٰ مُهْلَتِهِمْ. وَكَذَّبَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ فَأَصْبَحُوا مَكَانَهُمْ. فَصَبَّحَهُمُ الْجَيْشُ فَأَهْلَكَهُمْ وَاجْتَاحَهُمْ. فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ أَطَاعَنِي وَاتَّبَعَ مَا جِئْتُ بِهِ. وَمَثَلُ مَنْ عَصَانِي وَكَذَّبَ مَا جِئْتُ بِهِ مِنَ الْحَقِّ».مسلم

عن أَبُو هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللّهِ . فَذَكَرَ أَحَادِيثَ مِنْهَا: وَقَالَ رَسُولُ اللّهِ : «مَثَلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَاراً. فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهَا جَعَلَ الْفَرَاشُ وَهَـٰذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِي فِي النَّارِ يَقَعْنَ فِيهَا. وَجَعَلَ يَحْجُزُهُنَّ وَيَغْلِبْنَهُ فَيَتَقَحَّمْنَ فِيهَا. قَالَ: فَذَلِكُمْ مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ. أَنَا آخِذٌ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ. هَلُمَّ عَنِ النَّارِ. هَلُمَّ عَنِ النَّارِ. فَتَغْلِبُونِي تَقَحَّمُونَ فِيهَا».مسلم

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم الا واني اوتيت القران ومثله معه

وهي السنة ونجد في حديث الْمِقْدَامَ بْنَ مَعْدِي كَرِبَ ،

. «ألا وإني قد أوتيت الكتاب ومثله معه ألا يوشِك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلّوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ألاَ لا يحل لكم الحمار الأهليّ ولا كل ذي ناب من السباع ولا لقطة معاهد إلا أن يستغني عنها صاحبها ومن نزل بقوم فعليهم أن يَقْرُوه فإن لم يقروه فله أن يعقبهم بمثل قِراه»

فنجد في هذا الحديث الذي ذكرناه ان رسول الله قد حرم بعض الاشياء ولم تحرم في القران ومنها الحمار الاهلي ولا كل ذي ناب من السباع وغيرها

وان السنة النبويه هي مصدر التشريع الثاني بعد كتاب الله عز وجل وهي مثل كلام الله في التحليل والتحريم

وان الفرق بين كتاب الله وبين السنة هو ان كتاب الله وصل الينا بالتواتر والتواتر هو رواية جماعه مستحيل ان يتفقوا علي الكذب واما السنة فيها أحاديث جاءت بالتواتر وأحاديث جاءت بالاحاد وأحاديث العزيز وأحاديث جاءت بالمشهور

وحديث الاحاد هو خبر الواحد الثقة وهو حجة من حجج الشرع يلزم العمل بها ويفيد الظن ولا يفيد العلم

واحاديث العزيز والعزيز، وهو ما رواه اثنان فقط‏ . وله نفس حكم الواحد

وحديث المشهور و المشهور، وهو ما رواه ثلاثة فأكثر، ولم يبلغ حد التواتر ويجري عليه نفس الاحكام السابقه

اذن ان الحكم في الحديث يجب العمل به والتطبيق ولا يجب ان نتعلم الحديث ولا اصول الحديث ليس بواجب وهي تكاد ان تكون فرض كفايه وليس فرض عين

نجد ان الصحابه كلهم عدول ولكن ليس كلهم من نقل عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ثم نجد التابعين ايضا لم ينقلوا لنا من الصحابة اجمعين الا عن الذين اشتهروا بنقل الحديث

ان العمل بالسنة فرض مثلها ومثل التشريع الذي ورد في القران وان ترك السنة قد نهي رسول الله عنه في عدة احاديث ولك مثال عن أبي هريرة أن رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: «كلُّ أمتي يَدخلونَ الجنة إلا من أبى. قالوا: يا رسولَ اللَّه ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخلَ الجنة، ومن عصاني فقد أبى».البخاري

فنجد ان الامر صريح فمن خالفه يعتبر مخالفا لأمر الله معرضاً للعواقب التي رتبها الله تعالى على ذلك وهو ان لا يدخل الجنة ويكون في النار

وكلمة أبى. بمعني غير راغب فيها او رافض الدخول وقد استنكر الصحابة ذلك ومن لا يرغب في دخول الجنة فقد قال فمن اطاعني أي التزم بسنتي وسار علي نهجي دخل الجنة

ونجد ان الله عز وجل فقد اشار الي طاعة رسول الله صلي الله عليه وسلم في اكثر من موضع في القران وقد ربط طاعة رسوله بطاعة الله قال تعالي

َ مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }الحشر7

ان الله شديد العقاب لذين لا يطعونه ولا يتبعون منهجه ولا يلتزمون سبيلهونجد ان هنا امر والامر من الله بان ناخذ أي نلتزم بما جاء به رسول الله لانه لا ينطق عن الهوي وان امره ليس ناتج من افكاره قال تعالي( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى{3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى{4}النجم فان قول رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وحي من الله اذا ان كل كلمة ينطقها هي وحي

وهذه الآية جامعة للأمر بإتباع ما يصدر من النبي- صلى الله عليه وسلم - من قول وفعل فيندرج فيها جميع أدلة السنة . ولقد سبق ان اخبرنا ان رسول الله حرم امور لم تكن في القران وقد لعن اناس لم يلعونوا في القران نجد في الصحيحين عن ابن مسعود أنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعن الله الواشمات والمستوشمات . الخ الحديث واما اتمام الشرع نجده في قوله تعالي وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }الحشر7

وعطف على هذا الأمر تحذير من المخالفة فأمرهم بتقوى الله فيما أمر به على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعطف الأمر بالتقوى على الأمر بالأخذ بالأوامر وترك المنهيات يدل على أن التقوى هي امتثال الأمر واجتناب النهي . وان الذين يطعومن اوامر رسول الله ويلتزمون بسنة الرسول الحبيب عليه من ربي افضل الصلاة و اتم التسليم لهم الدرجات العليا في الجنة في مع اشرف خلق الله عز وجل وهو مع الانبياء والصدقين والشهداء قال تعالي

{وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً }النساء69

في سبب نزولها : روى ان سعيد بن جبير أن رجلا من الأنصار جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو محزون ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ما لي أراك محزونا ؟ فقال : يا نبي الله ، نحن نغدو عليك ونروح ننظر في وجهك ونجالسك ، وغدا ترفع مع النبيين ، فلا نصل إليك ; فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ، فأتاه جبريل بهذه الآية ; فبعث إليه النبي صلى الله عليه وسلم يبشره

وان الامور التي تاتتي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم وجب التسليم لها والانقياد بالسمع والطاعة

واما مخالفته وعدم تنقيذ اوامره فانها تدخلك في غضب الله عز وجل ويصب عليه العذاب حتي انه يندم علي عدم الطاعة قال تعالي ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }النور63

وقال تعالي

{وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً }النساء115

وتكون الحسرة والندامه علي التفريط في جنب رسول الله قال تعالي

{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً }الفرقان27

وقال ايضا

{يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا }الأحزاب66

وقال تعالي

(ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون )

ونجد ان كل الامم التي حكي الله عنها في القران كان سبب هلاكها هو عدم طاعة الرسل وعدم الانقياد اليهم وان الرجل المؤمن المخلص لله عز وجل هم اهل الصراط المستقيم الذين عرفوا رسولهم وعاشوا معه وسمعوا منه

ثم جاء من بعدهم الذين لم يشاهدوه ولم يسمعوا منهم ولكن امنوا به وصدقوه واتبعوه وقد ذكرهم الله في اول سورة البقره في قوله الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ{3} والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ{4} أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{5}البقره

ونجد انهم افلحوا لانهم اسلموا لله وانابوا الي الله ورجوه وخافوا وسالوه وتوكلوا عليه واطاعوا رسوله وهذا هو هدي الاسلام الذي يقبله وهو حقيقة العباده

اسال الله وهو خير مسؤل ان يثبتنا علي دينه وان يجعل خير خواتم ايامنا يوم رحلينا واسعد لحظاتنا يوم نلقاه

والحمد لله رب العالمين ، وصلواته وسلامه على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلي آله وصحبه أجمعين .





via مدونة لكل الجزائريين و العرب http://ift.tt/1fI3tM4

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire