vendredi 28 février 2014

*** الخوف من الله ***



خطبة جمعة بمسجد الإصلاح الشريعة ولاية تبسة

الموضوع:الخوف من الله

إمام المسجد: جعفر نورالدين

27ربيع الثاني1435هـ 28/02/2014م

إن الحمد لله نحمده... عبادَ الله إنَّ اللهَ خَلَقَ الخَلْقَ ليعرِفوهُ ويعبُدُوه ويُحبُّوه ويُعظّمُوه, نَصَبَ لهم الأدلةُ على عظمتِهِ وكبريائِهِ ليهابوه ويخافوه, ودعاهم إلى خشيِتِه وتقواه, والمسارعةِ إلى امتثالِ ما يحبه ويرضاه, والمباعَدَةِ عما ينهَى عنه ويكرهه ويأباه.

وقلوبُ العباد لا تحيا إلا بالخوف من الله, فهو الذي إلى الخيرِ يسوقُها, ومن الشرِّ يحذّرُها, وإلى العِلمِ والعمَلِ يدفعُها, بالخوفِ تكفُّ الجوارحُ عن المعاصي, وتستقيمُ على الطاعات, ويَسلَمُ المرءُ من الأهواء والشهوات.بالخوف يحصلُ للقلبِ خشوعٌ وذِلّةٌ واستكانةٌ وانقيادٌ وتواضعٌ لله ربّ العالمين فيَنشغلُ بالمراقبةِ والمحاسبةِ أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ، الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ،وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِساب الخوفُ من الله يثيرُ دَوامَ ذكرِ اللهِ وصلاحَ العملِ،والزهدَ في الدنيا والرغبةَ في الآخرة,ويمنعُ الكبرَ والعجبَ والخيلاء,بالخوف ينتفِعُ القلبُ بالنذُرِ فيتعظ ويزدجر( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ ، إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُون والخوفُ المقصودُ هو اضطرابُ القلبِ وانزعاجُهُ لما يَخشاهُ من عقوبةِ اللهِ على فعلِ محرَّم، أو تركِ واجب،أو التقصيرِ في جنبِ الله، والإشفاق من عدم قبولِ العمل, ثم الخوفُ المحمودُ هو ما قادَ إلى العملِ الصالح, وحجَزَ عن المحارمِ ظاهرًا وباطنًا, وحَمَلَ على أداءِ الفرائضِ والمسارعةِ إلى الخيرات, فإن زادت شدّتُه بأن أورثت مرضًا أو همًّا لازما فينقطعُ عن العملِ أو يَدخلُ دائرة اليأسِ والقنوطِ فهو خوفٌ مذمومٌ غيرُ محمود.

والخائفُ الذي يتْركُ ما نهى الله عنه خوفا منه سبحانه، ما أعظم أجره عند الله وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ و عن أَبي هريرة عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قَال: سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إلاَّ ظِلُّهُ: وذكر منهم وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأةٌ ذَاتُ حُسْنٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ: إنِّي أخَافُ الله، مُتَّفَقٌ عَلَيه.أيها المسلمون:وعلامةُ الخوفِ قِصَرُ الأملِ، وكثرةُ العمل، ودوامُ المراقبةِ في السِّرِّ والعلن. والخوفُ ينشأُ من معرفةِ قُبحِ الجنايةِ، والتصديقِ بالوعيدِ، والخوفِ من حرمانِ التوبةِ وعدمِ القبول, فالخائفُ مشفقٌ من ذنبه, طالبٌ من ربّه أن يدخلَهُ في رحمتِهِ ويغفرَ ذنبَه, أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخافُونَ عَذابَهُ إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ كانَ مَحْذُوراً،وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً )( قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ، قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي، فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ، لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبادَهُ يا عِبادِ فَاتَّقُونِ والخائفُ البصيرُ لا يأمنُ من أربعِ خصالِ: أمرٍ مضى لا يدري ما اللهُ صانعٌ فيه, وأمرٍ يأتي لا يدري ما اللهُ قاضٍ فيه, وفضلٍ قد أُعطِيه لعلّه مكرٌ واستدراج, وضلالةٍ قد زُيّنت فيراها صاحبُها هدى.

أيها المسلمون: خَافَ الله حقَّ الخوفِ من أقامَ الصلاة وآتى الزكاة, وصامَ فرضَه وأطاعَ ربّه, ووصَلَ رحمَه, وأمرَ بالمعروف ونهى عن المنكر,وأعطى كلَّ ذي حقّ حقّه.خافَ الله حقَّ الخوف من لم يكسب حرامًا, أو يشهد زورًا, ولم يحلفْ كذبًا أو يُخلفْ وعدًا أو يخنْ عهدًا, ولم يغشَّ في معاملة, أو يخنْ في شِرِكَة, أو يمشِ بالنميمة, ولم يتركِ النصيحة أو يهجُرْ مساجدَ الله, ولم يتخلّفْ عن صلاةِ الجماعة, ولم يضيّعْ زمانَه في اللهو والغفلة. وعلى قدر العلم والمعرفة يكون الخوف والخشية، وما فارق الخوف قلباً إلا خرب,وإذا سكن الخوف القلوب أحرق مواضع الشهوات منها، وطرد الدنيا عنها، وأزعج النفوس للآخرة. قالت فاطمةُ بنتُ عبد الملك امرأةُ عمرَ بنِ عبد العزيز للمغيرةِ بن حَكيم:يا مغيرةُ، إنّه قد يكون في النّاس من هو أكثرُ صلاةً وصيامًا من عمر،وما رأيت أحدًا قطّ كان أشدَّ خوفًا من ربّه من عمر.

عباد الله: أين الخوفُ من الله في ديننا؟!أين الخوف من الله في أداء صلاة الجماعة وصلاةِ الفجر خاصة؟!أين الخوفُ من اللهِ اليوم في قلوبنا؟!وفي أعمالنا؟!أين الخوفُ من الله في أموالنا؟!وفي أعراضنا؟!أين الخوفُ من الله أين الخوف من الله في والدينا؟!في أقاربنا وأرحامنا؟!أين الخوفُ من الله في تعاملنا مع إخواننا المسلمين؟!وإنما نحن نائمون ساهون لاهون أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ، أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ، أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُون واللهِ لو خفنا من الله،ليَسَّرَ لنا الأمور،وذلَّلَ لنا الطاعات، وَوَفَّرَ لنا الأوقات،وبارك لنا في الأموال والأولادِ ولأن نخافُ اليوم ونعمل، و نأمنُ يومَ القيامة خيرٌ لنا من أن نأمن اليومَ ونخافُ يوم القيام ة, وعن أنس- قال: دخل النبيُّ - على شابٍ وهو في الموت فقال: « كيف تجدك ؟». قال: والله يا رسول الله، إني أرجو اللهَ وأخاف ذنوبي.فقال رسول الله -: « لا يجتمعان في قلبِ عبدٍ في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو، وآمنه مما يخاف » بارك الله....

الخطبة الثانية: الحمد لله ذي الجلال والإكرام، والعِزَّة التي لا تُرام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له عزيزٌ ذو انتِقام، وأشهد أن نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه المبعوثُ رحمةً للأنام، صل الله وسلم وبارِك عليه وعلى آله وصحبِه على مر الليالي والأيام.



أما بعد: الخائفون عبادٌ صالحون خاشعون وجلون مخبِتون رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ، لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ )، (إ ِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا، إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا، فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا ), ثم إنَّ مَن كان بالله أعرف كان منه أخوف, وملائكةُ الرحمن هم أعرف بربهم يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ . ورسل الله وأنبياؤُه هم سادات الخاشعين, ( الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا ). ثم يأتي أهل العِلم الربانيون, فهم أهل الخشية( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) والخوف من الله على حسبِ المنزلةِ عنده، وكلما كان العبدُ أقربَ إلى الله كان خوفُهُ منه أشد؛ قال النبي - أمَا والله إِنِّي لأخْشَاكُمْ لله وَأتْقَاكُمْ لَهُ » متفق عليه, ألا فاتقوا الله جميعًا واخشوه, فالمؤمنُ يجمعُ إحسانا وخشيةً, والمنافقُ يجمعُ إساءةً وأمنًا.

عباد الله: وفي الجنة يزولُ الخوفُ وتذهب الآلامِ والأحزانِ قال تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وابشروا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ، نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ، نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ) عباد الله اعملوا واستعدّوا؛ فالموتُ مورِد, والساعةُ موعِد, والقيامةُ مَشهَد, فاستقيموا وأحسنوا, فمن أحسن الظنَّ بالله أحسنَ العمل, الإيمانُ ليس بالتحلّي ولا بالتمنّي, ولكن ما وقَر في القَلب وصدَّقه العمَل,فاتَّقوا الله وسيروا إلى اللهِ سيرا جميلا واذكروه ذكرا كثيرًا, وسبحوه بكرة وأصيلا, واندموا على تفريطكم ندمًا طويلا. فالخوف سائق, والرجاء قائد فَأَمَّا مَن طَغَى، وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا، فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى، وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى.

اللهم صلِّ على سيِّدنا ونبيِّنا محمدٍ وعلى أزواجه وذريَّته إلى يوم الدين، اللهم وارضَ عن الصحابة أجمعين، وعن الخلفاء الراشدين المهديين: أبي بكرٍ، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن سائر الصَّحْبِ أجمعين، اللهم وارضَ عن التابعين ومن تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، اللهم وارضَ عنَّا معهم بمنِّك وكرمِك ورحمتك يا أرحم الراحمين . اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أذِلَّ الكفرَ والكافرين يا رب العالمين، اللهم أذِلَّ الشركَ والمُشركين . اللهم انصُر دينَك وكتابَك وسُنَّة نبيّك يا قوي يا عزيز, اللهم إنّا نعوذ بك من زيغ القلوب وتبعات الذنوب ومُرديات الأعمال ومضلات الفتن. اللهم يسِّر أمورنا، واشرَح صُدورَنا، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات يا أرحم الراحمين . اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح اللهم ولاةَ أمورنا . اللهم احفَظ بلادَنا من كل شرٍّ ومكروهٍ، وأحفظ بلادَ المُسلمين يا رب العالمين، اللهم ألطف بإخواننا المُسلمين في الشام، اللهم اكفِهم شرَّ الأشرار، وكيدَ الفُجَّار، اللهم احمِهم وأحفظهم إنك على كل شيءٍ قدير, اللهم أحفظ الإسلامَ وأهلَه في كل مكانٍ، اللهم ادفَع عنا الغلاء والوباء والرِّبا والزِّنا، والزلازِلَ والمِحَن، وسُوءَ الفِتَن ما ظهر منها وما بطَن, عباد الله : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ اذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزِدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون . .








via مدونة لكل الجزائريين و العرب http://ift.tt/1hZdyrf

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire