انقل لكم هذه المداخلة وهي منقولة ليستفيد ويتحلى بها الأعضاء*
• لا يوجد قصد وراء نقل هذه المداخلة إلا انه حدثت مناقشة ظريفة مع بعض الزملاء الأفاضل عن أهمية التحلي بالأمانة العلمية وأهميتها*
- والكثيــــــر منا وقع في هذا الفخ وأنا واحد منكـــــم –
انتشرت على الشبكة ظاهرة انعدام الأمانة العلمية ، و أصبح أغلب الناس يتهافتون
على نقل الأخبار و المعلومات ليضعون أسمائهم عليها و يمحون المصادر الأصلية للمعلومات ، فتصبح أسمائهم و أسماء مجموعاتهم هي المصدر الرئيسي للمعلومات .
و هذه الظاهرة انتشرت بسبب سهولة نقل المعلومة و سهولة التعديل عليها دون بذل
أي مجهود ذهني أو عضلي ، فأصبح كل من تسول إليه نفسه أن ينقل أي معلومة
دون استئذان من صاحبها ، أو حتى كتابة اسم كاتبها أو مؤلفها أو ناشرها .
و هذه الظاهرة الفاسدة التي انتشرت بين المسلمين و التي لم أراها إلا عبر المنتديات
و المجموعات العربية و الإسلامية ، هي بحق شيء مخزي ، كيف يكون المسلم بلا أمانة ؟
و خاصة الأمانة العلمية .
الكل يعمل على جمع المعلومات بنية التعديل عليها و كتابة اسمه و اسم مجموعته أو موقعه ، ضارباً عرض الحائط بمصادر المعلومات ، كاذباً على نفسه و مصدقاُ إياها ، فهو يصدق نفسه بعد أن كذب عليها ، و أوهمها بالباطل أنه مصدر هذه المعلومات ، ناسياً و مستنكراً ممن كانوا سبباً في وصول هذه المعلومات إليه . حتى أنني أرى الرسائل المكتوبة عن لسان
و عقل بعض الأفراد و الأعضاء بالمجموعات مكتوباً عليها أسماء أشخاص آخرين
عبر المجموعات الأخـرى ، فهم يسرقون الأقلام و الأفكار ليضعون أسمائهم عليها .
هذه الأفعال هي أفعال وضيعه و إنها لا أعلى درجات الابتذال و الرخص الفكري و الأدبي
و لكنني لا أتعجب مما يحدث الآن ، فأمتنا لم تصل إلى ما وصلت إليه من حال ، إلا بسبب مثل هذه الأفعال و التصرفات الوضيعة التي أساءت إلى الإسلام و المسلمين .
و كم هو من المحزن أن نرى المجموعات الغربية و الأفراد ، يحترمون حقوق الآخرين عليهم و لا ينسبون إلى أنفسهم ما ليس لهم ، و نرى بيننا من يستنكر منا و يظلمنا و ينسب أعمال و أفكار الآخرين إلى نفسه ، ضانا بأنه بذلك ينتصر لنفسه و يظهر بصورة الشجاع أمام الناس ، و الحقيقة أنه افتقار للمعنى و خواء للذات ، و عدم قدرة على التعامل مع النفس .
أي مسلم هذا الذي يستنكر من إخوته ؟ أي مسلم هذا الذي يضيع حقوق الآخرين عليه ؟
حقاً كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم 5769
حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا منصور عن ربعي بن حراش حدثنا أبو مسعود قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت
أسوق لكم هذه السطور التي كتبها الكاتب منتصر محمود مجاهد في مقاله له بعنوان مُسلَمَات المنهج ، و التي وجدت بين كلماتها الكثير من الوصف الجيد لمفتقرى الأمانة العلمية :
عدم التقليـــــــــــــــــــــــد :
قال تعالى { و إذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا ، أو لو كان أباؤهم لا يعقلون شيئاً و لا يهتدون } البقرة 170.
و في هذا إبطال للتقليد لأن معرفة المتقدم بالتقليد يلزم الدور أو التسلسل ، لأنه يجب على الإنسان أن يطلب العلم بالدليل لا بالتقليد لأن القول بالتقليد يفضي ثبوته إلى نفيه فيكون باطلا .
و هذا يعني ألا يتقيد الباحث بأقوال سابقة، بل يجب عليه أن يقف موقف الناقد حتى يكون هناك إبداع علمي .
الأمانة العلمية مع العدل بين الناس :
قال تعالى { إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها و إذا حكمتم بين الناس أن تحكوا بالعدل } النساء 58. فالخطاب عام لكل واحد في كل أمانة، كما هو أمر بأداء الأمانات إلى أربابها.
فالأمانة و العدل هنا حق لكل إنسان دون التفريق بين هذا أو ذاك , و إنما هو حق لكل إنسان بوصفه إنسانا فهذه الصفة صفة الناس و التي يترتب عليها حق العدل في المنهج الرباني .
عدم الادعاء في حالة تعطيل الحواس المدركة :
قال تعالى { مثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء و نداء فهم لا يعقلون } البقرة 181
أي أن لهم حواس و لكن لا ينتفعون بها و لا تؤدي و ظيفتها فكأنه لم توهب لهم هذه الحواس و هذا منتهى الزراية لمن يعطل تفكيره و يغلق منافذ المعرفة و الهداية .
عدم إتباع الهوى :
قال تعالى { و إن كثيراً ليضلون بأهوائهم بغير علم } الأنعام 119.
وقوله تعالى { فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا } النساء 135.
وألا يعتمد الباحث على أقوال مجردة في النفس كالهوى الذاتي لأن اتباع الهوى إفساد وفساد. قال تعالى { و لو أتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات و الأرض و من فيهن } المؤمنون 71.
وبذلك يجب أن تكون هناك قواميه بالعدل الذي ينفى الهوى الذي يضل الإنسان.
عدم التبديل في القول :
أي أن الإنسان لا يبدل ما سمعه أو رآه أي يجب أن يكون موضوعيا . قال تعالى { فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه } البقرة 181.
وهذا جانب من جوانب الأمانة العلمية أي أن الإنسان يكون أمينا على كل شيء .
البرهان أو العلم اليقيني :
و هو القائم على الدليل و ليس على الظن قال تعالى { قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين } البقرة 111. و قال تعالى { قل هاتوا برهانكم } الأنبياء 24. أي طلب الدليل على ما يدعيه الإنسان من قول بشرط أن يكون مبرهنا عليه و صادقا و أن يحضر الحجة و الدليل على ما زعم إن كان صادقا .
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
منقول – بتصرف لتعم الفائدة -
• لا يوجد قصد وراء نقل هذه المداخلة إلا انه حدثت مناقشة ظريفة مع بعض الزملاء الأفاضل عن أهمية التحلي بالأمانة العلمية وأهميتها*
- والكثيــــــر منا وقع في هذا الفخ وأنا واحد منكـــــم –
انتشرت على الشبكة ظاهرة انعدام الأمانة العلمية ، و أصبح أغلب الناس يتهافتون
على نقل الأخبار و المعلومات ليضعون أسمائهم عليها و يمحون المصادر الأصلية للمعلومات ، فتصبح أسمائهم و أسماء مجموعاتهم هي المصدر الرئيسي للمعلومات .
و هذه الظاهرة انتشرت بسبب سهولة نقل المعلومة و سهولة التعديل عليها دون بذل
أي مجهود ذهني أو عضلي ، فأصبح كل من تسول إليه نفسه أن ينقل أي معلومة
دون استئذان من صاحبها ، أو حتى كتابة اسم كاتبها أو مؤلفها أو ناشرها .
و هذه الظاهرة الفاسدة التي انتشرت بين المسلمين و التي لم أراها إلا عبر المنتديات
و المجموعات العربية و الإسلامية ، هي بحق شيء مخزي ، كيف يكون المسلم بلا أمانة ؟
و خاصة الأمانة العلمية .
الكل يعمل على جمع المعلومات بنية التعديل عليها و كتابة اسمه و اسم مجموعته أو موقعه ، ضارباً عرض الحائط بمصادر المعلومات ، كاذباً على نفسه و مصدقاُ إياها ، فهو يصدق نفسه بعد أن كذب عليها ، و أوهمها بالباطل أنه مصدر هذه المعلومات ، ناسياً و مستنكراً ممن كانوا سبباً في وصول هذه المعلومات إليه . حتى أنني أرى الرسائل المكتوبة عن لسان
و عقل بعض الأفراد و الأعضاء بالمجموعات مكتوباً عليها أسماء أشخاص آخرين
عبر المجموعات الأخـرى ، فهم يسرقون الأقلام و الأفكار ليضعون أسمائهم عليها .
هذه الأفعال هي أفعال وضيعه و إنها لا أعلى درجات الابتذال و الرخص الفكري و الأدبي
و لكنني لا أتعجب مما يحدث الآن ، فأمتنا لم تصل إلى ما وصلت إليه من حال ، إلا بسبب مثل هذه الأفعال و التصرفات الوضيعة التي أساءت إلى الإسلام و المسلمين .
و كم هو من المحزن أن نرى المجموعات الغربية و الأفراد ، يحترمون حقوق الآخرين عليهم و لا ينسبون إلى أنفسهم ما ليس لهم ، و نرى بيننا من يستنكر منا و يظلمنا و ينسب أعمال و أفكار الآخرين إلى نفسه ، ضانا بأنه بذلك ينتصر لنفسه و يظهر بصورة الشجاع أمام الناس ، و الحقيقة أنه افتقار للمعنى و خواء للذات ، و عدم قدرة على التعامل مع النفس .
أي مسلم هذا الذي يستنكر من إخوته ؟ أي مسلم هذا الذي يضيع حقوق الآخرين عليه ؟
حقاً كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم 5769
حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا منصور عن ربعي بن حراش حدثنا أبو مسعود قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت
أسوق لكم هذه السطور التي كتبها الكاتب منتصر محمود مجاهد في مقاله له بعنوان مُسلَمَات المنهج ، و التي وجدت بين كلماتها الكثير من الوصف الجيد لمفتقرى الأمانة العلمية :
عدم التقليـــــــــــــــــــــــد :
قال تعالى { و إذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا ، أو لو كان أباؤهم لا يعقلون شيئاً و لا يهتدون } البقرة 170.
و في هذا إبطال للتقليد لأن معرفة المتقدم بالتقليد يلزم الدور أو التسلسل ، لأنه يجب على الإنسان أن يطلب العلم بالدليل لا بالتقليد لأن القول بالتقليد يفضي ثبوته إلى نفيه فيكون باطلا .
و هذا يعني ألا يتقيد الباحث بأقوال سابقة، بل يجب عليه أن يقف موقف الناقد حتى يكون هناك إبداع علمي .
الأمانة العلمية مع العدل بين الناس :
قال تعالى { إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها و إذا حكمتم بين الناس أن تحكوا بالعدل } النساء 58. فالخطاب عام لكل واحد في كل أمانة، كما هو أمر بأداء الأمانات إلى أربابها.
فالأمانة و العدل هنا حق لكل إنسان دون التفريق بين هذا أو ذاك , و إنما هو حق لكل إنسان بوصفه إنسانا فهذه الصفة صفة الناس و التي يترتب عليها حق العدل في المنهج الرباني .
عدم الادعاء في حالة تعطيل الحواس المدركة :
قال تعالى { مثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء و نداء فهم لا يعقلون } البقرة 181
أي أن لهم حواس و لكن لا ينتفعون بها و لا تؤدي و ظيفتها فكأنه لم توهب لهم هذه الحواس و هذا منتهى الزراية لمن يعطل تفكيره و يغلق منافذ المعرفة و الهداية .
عدم إتباع الهوى :
قال تعالى { و إن كثيراً ليضلون بأهوائهم بغير علم } الأنعام 119.
وقوله تعالى { فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا } النساء 135.
وألا يعتمد الباحث على أقوال مجردة في النفس كالهوى الذاتي لأن اتباع الهوى إفساد وفساد. قال تعالى { و لو أتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات و الأرض و من فيهن } المؤمنون 71.
وبذلك يجب أن تكون هناك قواميه بالعدل الذي ينفى الهوى الذي يضل الإنسان.
عدم التبديل في القول :
أي أن الإنسان لا يبدل ما سمعه أو رآه أي يجب أن يكون موضوعيا . قال تعالى { فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه } البقرة 181.
وهذا جانب من جوانب الأمانة العلمية أي أن الإنسان يكون أمينا على كل شيء .
البرهان أو العلم اليقيني :
و هو القائم على الدليل و ليس على الظن قال تعالى { قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين } البقرة 111. و قال تعالى { قل هاتوا برهانكم } الأنبياء 24. أي طلب الدليل على ما يدعيه الإنسان من قول بشرط أن يكون مبرهنا عليه و صادقا و أن يحضر الحجة و الدليل على ما زعم إن كان صادقا .
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
منقول – بتصرف لتعم الفائدة -
via مدونة لكل الجزائريين و العرب http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1499646&goto=newpost
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire