لسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ورب العالمين
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
فريد العصر علماً ومعرفة، وشجاعة وذكاء، وتنويراً إلهياً، وكرماً ونصحاً للأمة، وأمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر
شيخ الاسلام رحمه الله ...
جبل من جبال السنة
تعالو نبحر في هذا الجبل الضخم من جبال السنة
تلميذ يصف معلمه وشيخه
الذهبي تلميذ طالت ملازمته للشيخ ابن تيمية وحتى آخر أيامه إلى وفاته رحمه الله تعالى.
الإمام الذهبي في بداية ترجمته لشيخ الإسلام ابن تيمية :
( تقي الدين الإمام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام
بن عبد الله بن أبي القاسم الخضر
بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية
، الإمام الحبر البحر ، العلم الفرد ، شيخ الإسلام ، ونادرة العصر ،
تقي الدين أبو العباس أحمد ، الحراني الحنبلي ، نزيل دمشق ) .
وبعد أن ساق كلام كثير في مناقب شيخ الإسلام قال :
( وهو أكبر من أن ينبه مثلي على نعوته ، فلو حلفت بين الركن
والمقام لحلفت أني ما رأيت بعيني مثله ، ولا والله ما رأى هو مثل نفسه في العلم ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعض ماقاله الامام الذهبي عن شيخه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمهما الله
قال الذهبي في معجم شيوخه: أحمد بن عبدالحليم -وساق نسبه- الحراني، ثم الدمشقي،
الحنبلي أبو العباس، تقي الدين،شيخنا وشيخ الإسلام، وفريد العصر علماً ومعرفة، وشجاعة
وذكاء، وتنويراً إلهياً، وكرماً ونصحاً للأمة، وأمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر. سمع الحديث،
وأكثر بنفسه من طلبه، وكتب وخرج، ونظر في الرجال والطبقات، وحصل ما لم يحصله غيره. برع في تفسير القرآن،
وغاص في دقيق معانيه بطبع سيال، وخاطر إلى مواقع الإشكال ميال، واستنبط منه أشياء لم يسبق إليها.
وبرع في الحديث وحفظه، فقلّ من يحفظ ما يحفظه من الحديث،
معزواً إلى أصوله وصحابته، مع شدة استحضاره له
وقت إقامة الدليل. وفاق الناس من معرفة الفقه، واختلاف المذاهب، وفتاوي الصحابة والتابعين،
بحيث إنه إذا أفتى لم يلتزم بمذهب، بل يقوم بما دليله عنده. وأتقن العربية أصولاً وفروعاً،
وتعليلاً واختلافاً. ونظر في العقليات، وعرف أقوال المتكلمين، وردّ عليهم،
ونبّه على خطئهم، وحذّر منهم ونصر السنة بأوضح حجج وأبهر براهين.
وأوذي في ذات الله من المخالفين، وأخيف في نصر السنة المحضة، حتى أعلى الله مناره،
وجمع قلوب أهل التقوى على محبته والدعاء له، وكبت أعداءه، وهدى به
رجالاً من أهل الملل والنحل، وجبل قلوب الملوك والأمراء على الإنقياد له غالباً،
وعلى طاعته، وأحيى به الشام، بل والإسلام، بعد
أن كاد ينثلم بتثبيت أولي الأمر لما أقبل حزب التتر والبغي في خيلائهم، فظنت بالله الظنون،
وزلزل المؤمنون، واشرأّب النفاق وأبدى صفحته. ومحاسنه كثيرة،
وهو أكبر من أن ينبه على سيرته مثلي، فلو حلفت بين الركن والمقام،
لحلفت: أني ما رأيت بعيني مثله، وأنه ما رأى مثل نفسه
وله خبرة تامة بالرجال، وجرحهم وتعديلهم،
وطبقاتهم، ومعرفة بفنون الحديث، وبالعالي والنازل، والصحيح والسقيم، مع حفظه لمتونه،
الذي انفرد به، فلا يبلغ أحد في العصر رتبته، ولا يقاربه، وهو عجيب في استحضاره،
واستخراج الحجج منه، وإليه المنتهى في عزوه إلى الكتب الستة،
والمسند، بحيث يصدق عليه أن يقال:
كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث
ولما كان معتقلاً بالإسكندرية: التمس منه صاحب سبتة أن يجيز لأولاده،
فكتب له
في ذلك نحواً من ستمائة سطر، منها سبعة أحاديث بأسانيدها، والكلام على صحتها ومعانيها،
وبحث وعمل ما إذا نظر فيه المحدث خضع له من صناعة الحديث.
وذكر أسانيده في عدة كتب. ونبّه على العوالي. عمل ذلك كله من حفظه،
من غير أن يكون عنده ثبت أو من يراجعه.
ولقد كان عجيباً في معرفة علم الحديث. فأما حفظه متون الصحاح وغالب متون السنن والمسند:
فما رأيت من يدانيه في ذلك أصلاً.
قال:
وأما التفسير فمسلم إليه. وله من استحضار الآيات من القرآن -وقت إقامة الدليل بها
على المسألة- قوة عجيبة. وإذا رآه المقرئ تحير فيه. ولفرط إمامته في التفسير،
وعظم اطلاعه. يبين خطأ كثير من أقوال المفسرين. ويوهي أقوالاً عديدة.
وينصر قولاً واحداً، موافقاً لما دل عليه القرآن والحديث. ويكتب في اليوم والليلة من التفسير،
أو من الفقه، أو من الأصلين، أو من الرد على الفلاسفة والأوائل: نحواً من أربعة كراريس أو أزيد.
ولقد نصر السنة المحضة، والطريقة السلفية، واحتج لها ببراهين ومقدمات،
وأمور لم يسبق إليها، وأطلق عبارات أحجم عنها الأولون والآخرون وهابوا، وجسر هو عليها،
حتى قام عليه خلق من علماء مصر والشام قياماً لا مزيد عليه،
وبدّعوه وناظروه وكابروه، وهو ثابت لا يداهن ولا يحابي،
بل يقول الحق المرّ الذي أدّاه إليه اجتهاده، وحدة ذهنه، وسعة دائرته في السنن والأقوال،
مع ما اشتهر عنه من الورع، وكمال الفكر، وسرعة الإدراك، والخوف من الله، والتعظيم لحرمات الله.
فجرى بينه وبينهم حملات حربية، ووقعات شامية ومصرية،
وكم من نوبة قد رموه عن قوس واحدة، فينجيه الله فإنه دائم الابتهال، كثير الاستغاثة،
والاستعانة به، قوي التوكل، ثابت الجأش، له أوراد وأذكار يدمنها بكيفية وجمعية.
وله من الطرف الآخر محبون من العلماء والصلحاء، ومن الجند والأمراء،
ومن التجار والكبراء، وسائر العامة تحبه، لأنه منتصب لنفعهم ليلاً ونهاراً، بلسانه وقلمه.
(وله حدة قوية تعتريه في البحث، حتى كأنه ليث حرب.
وهو أكبر من أن ينبه مثلى على نعوته. وفيه قلة مداراة، وعدم تؤدة غالباً،
والله يغفر له. وله إقدام وشهامة، وقد نفس توقعه في أمور صعبة، فيدفع الله عنه ) اهـ
المصدر ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية لمؤرخ الإسلام الحافظ الذهبي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والحمد لله ورب العالمين
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
فريد العصر علماً ومعرفة، وشجاعة وذكاء، وتنويراً إلهياً، وكرماً ونصحاً للأمة، وأمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر
شيخ الاسلام رحمه الله ...
جبل من جبال السنة
تعالو نبحر في هذا الجبل الضخم من جبال السنة
تلميذ يصف معلمه وشيخه
الذهبي تلميذ طالت ملازمته للشيخ ابن تيمية وحتى آخر أيامه إلى وفاته رحمه الله تعالى.
الإمام الذهبي في بداية ترجمته لشيخ الإسلام ابن تيمية :
( تقي الدين الإمام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام
بن عبد الله بن أبي القاسم الخضر
بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية
، الإمام الحبر البحر ، العلم الفرد ، شيخ الإسلام ، ونادرة العصر ،
تقي الدين أبو العباس أحمد ، الحراني الحنبلي ، نزيل دمشق ) .
وبعد أن ساق كلام كثير في مناقب شيخ الإسلام قال :
( وهو أكبر من أن ينبه مثلي على نعوته ، فلو حلفت بين الركن
والمقام لحلفت أني ما رأيت بعيني مثله ، ولا والله ما رأى هو مثل نفسه في العلم ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعض ماقاله الامام الذهبي عن شيخه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمهما الله
قال الذهبي في معجم شيوخه: أحمد بن عبدالحليم -وساق نسبه- الحراني، ثم الدمشقي،
الحنبلي أبو العباس، تقي الدين،شيخنا وشيخ الإسلام، وفريد العصر علماً ومعرفة، وشجاعة
وذكاء، وتنويراً إلهياً، وكرماً ونصحاً للأمة، وأمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر. سمع الحديث،
وأكثر بنفسه من طلبه، وكتب وخرج، ونظر في الرجال والطبقات، وحصل ما لم يحصله غيره. برع في تفسير القرآن،
وغاص في دقيق معانيه بطبع سيال، وخاطر إلى مواقع الإشكال ميال، واستنبط منه أشياء لم يسبق إليها.
وبرع في الحديث وحفظه، فقلّ من يحفظ ما يحفظه من الحديث،
معزواً إلى أصوله وصحابته، مع شدة استحضاره له
وقت إقامة الدليل. وفاق الناس من معرفة الفقه، واختلاف المذاهب، وفتاوي الصحابة والتابعين،
بحيث إنه إذا أفتى لم يلتزم بمذهب، بل يقوم بما دليله عنده. وأتقن العربية أصولاً وفروعاً،
وتعليلاً واختلافاً. ونظر في العقليات، وعرف أقوال المتكلمين، وردّ عليهم،
ونبّه على خطئهم، وحذّر منهم ونصر السنة بأوضح حجج وأبهر براهين.
وأوذي في ذات الله من المخالفين، وأخيف في نصر السنة المحضة، حتى أعلى الله مناره،
وجمع قلوب أهل التقوى على محبته والدعاء له، وكبت أعداءه، وهدى به
رجالاً من أهل الملل والنحل، وجبل قلوب الملوك والأمراء على الإنقياد له غالباً،
وعلى طاعته، وأحيى به الشام، بل والإسلام، بعد
أن كاد ينثلم بتثبيت أولي الأمر لما أقبل حزب التتر والبغي في خيلائهم، فظنت بالله الظنون،
وزلزل المؤمنون، واشرأّب النفاق وأبدى صفحته. ومحاسنه كثيرة،
وهو أكبر من أن ينبه على سيرته مثلي، فلو حلفت بين الركن والمقام،
لحلفت: أني ما رأيت بعيني مثله، وأنه ما رأى مثل نفسه
وله خبرة تامة بالرجال، وجرحهم وتعديلهم،
وطبقاتهم، ومعرفة بفنون الحديث، وبالعالي والنازل، والصحيح والسقيم، مع حفظه لمتونه،
الذي انفرد به، فلا يبلغ أحد في العصر رتبته، ولا يقاربه، وهو عجيب في استحضاره،
واستخراج الحجج منه، وإليه المنتهى في عزوه إلى الكتب الستة،
والمسند، بحيث يصدق عليه أن يقال:
كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث
ولما كان معتقلاً بالإسكندرية: التمس منه صاحب سبتة أن يجيز لأولاده،
فكتب له
في ذلك نحواً من ستمائة سطر، منها سبعة أحاديث بأسانيدها، والكلام على صحتها ومعانيها،
وبحث وعمل ما إذا نظر فيه المحدث خضع له من صناعة الحديث.
وذكر أسانيده في عدة كتب. ونبّه على العوالي. عمل ذلك كله من حفظه،
من غير أن يكون عنده ثبت أو من يراجعه.
ولقد كان عجيباً في معرفة علم الحديث. فأما حفظه متون الصحاح وغالب متون السنن والمسند:
فما رأيت من يدانيه في ذلك أصلاً.
قال:
وأما التفسير فمسلم إليه. وله من استحضار الآيات من القرآن -وقت إقامة الدليل بها
على المسألة- قوة عجيبة. وإذا رآه المقرئ تحير فيه. ولفرط إمامته في التفسير،
وعظم اطلاعه. يبين خطأ كثير من أقوال المفسرين. ويوهي أقوالاً عديدة.
وينصر قولاً واحداً، موافقاً لما دل عليه القرآن والحديث. ويكتب في اليوم والليلة من التفسير،
أو من الفقه، أو من الأصلين، أو من الرد على الفلاسفة والأوائل: نحواً من أربعة كراريس أو أزيد.
ولقد نصر السنة المحضة، والطريقة السلفية، واحتج لها ببراهين ومقدمات،
وأمور لم يسبق إليها، وأطلق عبارات أحجم عنها الأولون والآخرون وهابوا، وجسر هو عليها،
حتى قام عليه خلق من علماء مصر والشام قياماً لا مزيد عليه،
وبدّعوه وناظروه وكابروه، وهو ثابت لا يداهن ولا يحابي،
بل يقول الحق المرّ الذي أدّاه إليه اجتهاده، وحدة ذهنه، وسعة دائرته في السنن والأقوال،
مع ما اشتهر عنه من الورع، وكمال الفكر، وسرعة الإدراك، والخوف من الله، والتعظيم لحرمات الله.
فجرى بينه وبينهم حملات حربية، ووقعات شامية ومصرية،
وكم من نوبة قد رموه عن قوس واحدة، فينجيه الله فإنه دائم الابتهال، كثير الاستغاثة،
والاستعانة به، قوي التوكل، ثابت الجأش، له أوراد وأذكار يدمنها بكيفية وجمعية.
وله من الطرف الآخر محبون من العلماء والصلحاء، ومن الجند والأمراء،
ومن التجار والكبراء، وسائر العامة تحبه، لأنه منتصب لنفعهم ليلاً ونهاراً، بلسانه وقلمه.
(وله حدة قوية تعتريه في البحث، حتى كأنه ليث حرب.
وهو أكبر من أن ينبه مثلى على نعوته. وفيه قلة مداراة، وعدم تؤدة غالباً،
والله يغفر له. وله إقدام وشهامة، وقد نفس توقعه في أمور صعبة، فيدفع الله عنه ) اهـ
المصدر ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية لمؤرخ الإسلام الحافظ الذهبي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
via مدونة لكل الجزائريين و العرب http://ift.tt/1ftmrF8
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire