تذكّرَ أنساً، من بثينة َ، ذا القلبُ وبثنة ُ ذكراها لذي شجنٍ، نصبُ
وحنّتْ قَلوصي، فاستمعتُ لسَجْرها برملة ِ لدٍّ، وهيَ مثنيّة ٌ تحبو
أكذبتُ طرفي، أم رأيتُ بذي الغضا لبثنة َ، ناراً، فارفعوا أيها الركّبُ
إلى ضوءِ نارٍ ما تَبُوخُ، كأنّها، من البُعدِ والإقواء، جَيبٌ له نَقْب
ألا أيها النُّوّامُ، ويحكُمُ، هُبّوا! أُسائِلكُمْ: هل يقتلُ الرجلَ الحبّ؟
ألا رُبّ ركبٍ قد وقفتُ مطيَّهُمْ عليكِ، ولولا أنتِ، لم يقفِ الرّكبُ
لها النّظرة ُ الأولى عليهم، وبَسطة ٌ، وإن كرّتِ الأبصارُ، كان لها العقبُ
فما سِرْتُ من ميلٍ، ولا سرْتُ ليلة ً، من الدهرِ، إلا اعتادني منكِ طائِفُ
ولا مرّ يومٌ، مذ ترامتْ بكِ النوى ، ولا ليلة ٌ، إلاّ هوًى منكِ رادفُ
أهُمّ سُلُوّاً عنكِ، ثم تردّني إليكِ، وتثنيني عليكِ العواطِفُ
فلا تحسبنّ النأيَ أسلى مودتي، ولا أنّ عيني ردهاّ عنكِ عاطفُ
وكم من بديلٍ قد وجدتُ، طرفة ٍ، فتأبى عليّ النفسُ تلكَ الطرائفِ
تنادى آلُ بثنة َ بالرواحِ وقد تَرَكوا فؤادَكَ غيرَ صاحِ
فيا لكَ منظراً، ومسيرَ ركبٍ شَجاني حينَ أبعدَ في الفَيَاحِ
ويا لكَ خلة ً ظفرتْ بعقلي كما ظَفِرَ المُقامِرُ بالقِداحِ
أُريدُ صَلاحَها، وتُريدُ قتلي، وشَتّى بينَ قتلي والصّلاحِ!
لَعَمْرُ أبيكِ، لا تَجِدينَ عَهدي كعهدكِ، في المودة ِ والسماحِ
ولو أرسلتِ تستَهدينَ نفسي، أتاكِ بها رسولكِ في سراحِ
ألا نادِ عيراً من بثينة ُ، ترتعي، نودِّعْ على شَحْطِ النوى ، وتودِّعِ
وحثوا على جمع الركاب، وقربوا جِمالاً، ونوقاً جِلّة ً، لم تَضَعضَعِ
أُعيذُكِ بالرّحمن من عيشِ شِقوَة ٍ، وأن طعمي، يوماً، إلى غيرِ مطمعِ!
إذا ما ابنُ معلونٍ تحدرَّ رشحهُ عليكِ، فموتي بعد ذلكَ، أودعيِ!
مللنَ، ولم أمللْ، وما كنتُ سائماً لإجمالِ سعدى ، ما أنخن بجعجعِ
ألا قد أرى ، إلاّ بثينة َ، ههنا، لنا بعدَ ذا المُصطافِ والمُترَبَّعِ
ونحنُ منعنا يومَ أولٍ نساءنا، ويومَ أفيٍّ، والأسنة ُ ترعفُ
ويومَ ركايا ذي الجداة ِ، ووقعة ً ببنيانَ كانت بعضَ ما قد تسلّفوا
يحبُّ الغواني البيضُ ظلَّ لوائنا إذا ما أتانا الصارخُ المتلهّفُ
نسِيرُ أمامَ الناسِ، والناسُ خَلفَنا، فإن نحنُ أمأنا إلى الناسِ، وقّفوا
فأيُّ معدٍّ كان فيءَ رماحهم كما قد أفأنا، والمُفاخِرُ يُنصِفُ
وكُنّا إذا ما مَعشَرٌ نصَبوا لنا، ومرّتْ جواري طيرهمْ، وتعيّفوا
وضعنا لهم صاعَ القصاصِ رهينة ٍ، ونحنُ نُوفّيها، إذا الناسُ طفّفُوا
إذا استبقَ الأقوامُ مجداً، وجدتنا لنا مغرفا مجدٍ، وللناس مغرفُ
برَزنا وأصحَرنا لكلّ قبيلة ٍ، بأسيافنا، إذ يؤكلُ المتضعّفُ
ونحن حَمينا، يومَ مَكَة َ، بالقَنا، قصيّاً، وأطرافُ القنا تتقصفُ
فَحُطنَا بها أكنافَ مكة َ، بعدما أرادتْ بها، ما قد أبى الله، خِنْدِف
لقد ذَرَفَتْ عيني وطال سُفُوحُها، وأصبحَ، من نفسي سقيماً، صحيحها
ألا ليتَنا نَحْيا جميعاً، وإن نَمُتْ، يُجاوِرُ، في الموتى ، ضريحي ضريحُها
فما أنا، في طولِ الحياة ِ، براغبٍ إذا قيلَ قد سويّ عليها صفيحها
أظلُّ، نهاري، مُستَهاماً، ويلتقي، مع الليل، روحي، في المَنام، وروحُها
فهل ليَ، في كِتمانِ حُبّيَ، راحة ٌ، وهل تنفعنّي بَوحة ٌ لو أبوحُها!
via مدونة لكل الجزائريين و العرب http://ift.tt/1u7FuPZ
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire