الأشاعرية والماتريدية هم السواد الأعظم للأمة
لا أحد يخالف من أهل العلم قديماُ أو حديثاً أن غالبية العلماء والسواد الأعظم للأمة على مدار قرون أشاعرة وماتوريدية.
فالحنفية جملة وتفصيلا ماتريدية، والشافعية والمالكية ومعظم الحنابلة أشاعرة.
وهذا أمر لا ينتطح فيه عنزان ولا يختلف فيه اثنان. وهذا ما دلت عليه مصنفاتهم ومؤلفاتهم التي نتداولها عبر قرون، بحيث لا يمكن أحد أن يترقى في سلم التفقه والتعلم إلا من خلالهم وعن طريق كتبهم.
قال الإمام الجلال الدواني رحمه الله تعالى (شرح العقائد العضدية 1/34:
"الفرقة الناجية، وهم الأشاعرة أي التابعون في الأصـول للشيخ أبي الحسـن... فـإن قلت: كيف حكم بأن الفرقة الناجية هم الأشاعرة؟ وكل فرقة تزعم أنها ناجية؟ قلت سياق الحـديث مشعر بأنهم –يعني الفرقة الناجية– المعتقدون بما روي عن النبـي صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه، وذلك إنما ينطبق على الأشاعرة، فإنهم متمسكون في عقائدهم بالأحاديث الصحيحة المنقولة عنه صلّى الله عليه وسلّم وعن أصحابه، ولا يتجاوزون عن ظواهرها إلا لضرورة، ولا يسترسلون مع عقولهم كالمعتزلة".
وقال الإمام عبد القاهر البغدادي رحمه الله (الفرق بين الفرق ص19) كما قال أيضًا (أصول الدين ص309) وبعد أن عدَّدَ أئمة أهل السنة والجماعة في علم الكلام من الصحابة والتابعين وتابعيهم:
".. ثم بعدهم شيخ النظر وإمام الآفاق في الجدل والتحقيق أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري الذي صار شجًا في حلوق القدرية..... وقد ملأت الدنيا كتبه، وما رزق أحد من المتكلمين من التبع ما قد رزق، لأن جميع أهل الحديث وكل من لم يتمعزل من أهل الرأي على مذهبه" اهـ.
وقال الإمام أبو إسحاق الشيرازي رحمه الله تعالى في (طبقات الشافعية 3/376): "وأبو الحسن الأشعري إمام أهل السنة، وعامة أصحاب الشافعي على مذهبه، ومذهبه مذهب أهل الحق" .
وسئل الإمام ابن حجر الهيتمي –رحمه الله تعالى– عن الإمام أبي الحسن الأشعري والباقلاني وابن فورك وإمام الحرمين والباجي وغيرهم ممن أخذ بمذهب الأشعري، فأجاب:
"هم أئمة الدين وفحول علماء المسلمين، فيجب الاقتداء بهم لقيامهم بنصرة الشريعة وإيضاح المشكلات وردّ شبه أهل الزيغ وبيان ما يجب من الاعتقادات والديانات، لعلمهم بالله وما يجب له وما يستحيل عليه وما يجوز في حقه........ والواجب الاعتراف بفضل أولئك الأئمة المذكورين في السؤال وسابقتهم، وأنهم من جملة المرادين بقوله "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين"، فلا يعتقد ضلالتهم إلا أحمق جاهل أو مبتدع زائغ عن الحق، ولا يسبهم إلا فاسق، فينبغي تبصير الجاهل وتأديب الفاسق واستتابة المبتدع" اهـ. (الفتاوى الحديثية ص205).
وقال الإمام ابن حجر الهيتمي - رحمه الله تعالى- (الزواجر عن اقتراف الكبائر 82):
"المـراد بالسنة ما عليه إماما أهل السنة والجمـاعة الشيخ أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي.." اهـ.
وقال العلامة السفاريني الحنبلي رحمه الله تعالى (لوامع الأنوار البهية 1 / 73): "أهل السنة والجماعة ثلاث فرق:
الأثرية، وإمامهم أحمد بن حنبل رضي الله عنه.
والأشعرية، وإمامهم أبو الحسن الأشعري رحمه الله.
والماتريدية، وإمامهم أبو منصور الماتريدي رحمه الله تعالى" .
وقال الإمام المرتضى الزبيدي - رحمه الله تعالى - (إتحاف السادة المتقين 2 / 6): "إذا أطلق أهل السنة والجماعة فالمراد بهم الأشاعرة والماتريدية" اهـ.
وقال الإمام العلامة أحمد الدردير -رحمه الله تعالى- في شرحه على منظومته في العقائد المسماة بـ"خريدة التوحيد" (ص 194):
"أئمة الأمة الذين يجب اتباعهم على ثلاث فرق، فرقة نصبت نفسـها لبيـان الأحكام الشرعية العملية وهم الأئمة الأربعة وغيرهم من المجتهدين، ولكن لم يستقر من المذاهب المرضية سوى مذاهب الأئمة الأربعة، وفرقة نصبت نفسها للاشتغال ببيان العقائد التي كان عليها السلف وهم الأشعري والماتريدي ومن تبعهما، وفرقة نصبت نفسها للاشتغال بالعمل والمجـاهدات على طبق ما ذهب إليه الفرقتان المتقدمتان وهم الإمام أبو القاسم الجنيد ومن تبعه، فهؤلاء الفرق الثلاثة هم خواص الأمة المحمدية ومن عداهم من جميع الفرق على ضلال وإن كان البعض منهم يحكم له بالإسلام، فالناجي من كان في عقيدته على طبق ما بينه أهل السنة".
قال الشيخ الداعية حسن أيوب -حفظه الله تعالى في كتابه- (تبسيط العقائد الإسلامية 299):
"أهل السنة هم أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي ومن سلك طريقهما، وكانوا يسيرون على طريق السلف الصالح في فهم العقائد، وقد جعلوا القرآن الكريم المنهل العذب الذي يلجأون إليه في تعرف عقائدهم، فكانوا يفهمون من الآيات القرآنية مسائل العقائد، وما أشبه عليهم منه حاولوا فهمه بما توحيه أساليب اللغة ولا تنكره العقول، فإن تعذّر عليهم توقفوا وفوضوا، وقد سمي أتباع أبي الحسن الأشعري بالأشاعرة، وأبي منصور الماتريدي بالماتريدية".
وقال الأستاذ الداعية سعيد حوى -رحمه الله تعالى- (جولات في الفقهين الكبير والأكبر ص22):
"إن للمسلمين خلال العصور أئمتهم في الاعتقاد وأئمتهم في الفقه وأئمتهم في التصوف والسلوك إلى الله عز وجل، فأئمتهم في الاعتقاد كأبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي... وهؤلاء وأمثالهم كلٌّ في اختصاصه حيث ثبت النقل عنهم قدَّمَ أصفى فهمٍ للكتاب والسنة، ومن ثم أجمعت الأمة على اعتماد أقوالهم وقبولها في خضم اتجاهات لا تعدّ ولا تحصى من الاتجاهات الباطلة الزائفة، منها الذي مات ومنها الذي لا زال حيًا" اهـ.
وقال الشيخ سعيد -رحمه الله تعالى- أيضًا (المصدر السابق ص/8):
"وكما وجد في الفقه مؤلفون وكتب، وكما وجد في الفقه أئمة أجمعت الأمة على قبولهم، فكذلك في باب العقائد وجد أئمة أجمعت الأمة على إمامتهم في هذا الشأن كأبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي" اهـ.
وقال الشيخ الداعية الأستاذ أبو الحسن الندوي -رحمه الله تعالى- (رجال الفكر والدعوة في الإسلام، ص137) منوهًا بذكرهم: "خضع لعلمهم ونفوذهم العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه... وبفضلهم انتقلت قيادة العالم الإسلامي الفكرية وتوجيهه من المعتزلة إلى أهل السنة".
الشيخ ابن جبرين يعترف ويقرّ بأنّ علماء الأمة من بعد القرن الثالث هجري أشاعرة إلاّ أنّه لا يدين لهم:
حيث قال الشيخ ابن جبرين في كتابه "الإرشاد شرح لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد" (ص15):
"إنه في القرن الثالث انتشرت كتب الأشاعرة وتحول الناس لها وكتبت بعض الكتب لنصر مذهب السلف ولكنها أميتت تماما بعد انقضاء القرن الثالث واضمحلت ولم يُعترف بها أبدا وأصبحت لا تدرس إلا نادرا وبالخفاء!!!!! وانتشر مذهب الأشاعرة أيما انتشار وانتشرت كتبه والدروس على العقيدة الأشعرية، ولم يبق أحد على عقيدة الإمام أحمد إلا قلة، وكاد أن يضمحل، حتى خرج القاضي أبو يعلى وقد تأثر بهم وألف كتبا ورُمي بالتشبيه، وأنكر عليه أهل زمانه، وهذا دليل على غربة أهل السنة في ذلك العصر وبالتحديد القرون الرابع والخامس والسادس والسابع، فلم يكد يظهر فيها أحد ينصر المعتقد الصحيح إلا بالخفاء، وهكذا بقية هذه العصور، وهذه القرون كان السائد فيها والمنتشر العقيدة الأشعرية، وكان الحنابلة طوال هذه الفترة يتعلمون العقيدة الأشعرية مثل ابن قدامة، ولذا فإن أساتذة ابن قدامة وأصحابة وتلامذته وزملاءه من الشافعية والمالكية والحنفية كلهم أشاعرة "
فسبحان الله العظيم ألا تكفي هذه الشهادة والاستفاضة لجمهرة أهل العلم من القرن الثالث الهجري فصاعدًا؟! ألا تكفيك أخي القارئ هذه الكثرة المستفيضة المشتهرة المنتشرة من فحول أعلام الأمة قدوة؟! أم أنّه ليس في هؤلاء الأئمة الثقات عبر عشرات القرون عالمًا رشيدًا يا شيخ ابن جبرين يعرف البدع والضلال؟ أم أنّه خيّم عليهم الجبن فلم يقم أحد طيلة هذه القرون لينصر المعتقد الصحيح إلاّ بالخفاء على حدّ قولك؟! أليس في هذا التصريح من ابن جبرين هدانا الله تعالى وإيّاه اتهام صريح لعقيدة ملايين من العلماء الذّين نعتبرهم قدوة في الفقه والتفسير والحديث؟!
وهذا غيض من فيض من النقولات التي تؤكد على أن غالبية علمائنا أشاعرة وماتوريدية، فمن ذكرت أخي الكريم في سؤالك أمثال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري وابن حجر الهيتمي والإمام الرملي والنووي والسبكي وابن حجر العسقلاني وابن عابدين والدسوقي والدردير والبهوتي وغيرهم ممن لا يمكن حصره كلهم أشاعرة وماتوريدية، فلو أمكن عد نجوم السماء لأمكن عد الأشاعرة من العلماء.
أما بخصوص موقفنا كحركة إسلامية فنحن على منهج أسلافنا من العلماء فقهاً وعقيدة وسلوكاً، وهي عقيدة علماء المذاهب الأربعة، أمثال النووي، وابن حجر العسقلاني، وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري والرملي وغيرهم من علماء الأشاعرة والماتوريدية.
هذا وقد حصل هناك بعض الخلاف بين ابن تيمية رحمه الله تعالى في جملة مسائل لمن سبقه من علماء الأشاعرة وأثنى عليهم في مواقف كثيرة.
ومن أبرز مواطن الخلاف بينهم موقفه إزاء آيات الصفات التي توهم التشبيه كصفة اليد والنزول ونحوها، حيث يعتقد ابن تيمية ان هذه الصفات معقولة المعنى ولكنها مجهولة الكيف. واما الأشاعرة فإنهم يفوضون المعنى إلى الله تعالى ويصرفون اللفظ عن ظاهره. وهذا يسمى منهج التفويض، وهو منهج السلف. او انهم يأولون لاحتمال اللغة ذلك، ولكن التفويض عندهم أسلم.
وللاستزادة ننصحك اخي الكريم ومن معك من الطلبة مراجعة الكتب التالية:
1- المختصر المفيد شرح جوهرة التوحيد – للشيخ نوح القضاة.
2- تهذيب تحفة المريد شرح جوهرة التوحيد – للشيخ البغا.
3- تحفة المريد شرح جوهرة التوحيد – للشيخ البيجوري.
4- العقيدة الإسلامية – للشيخ مصطفى الخن.
5- العقيدة الإسلامية – للشيخ حبنكة الميداني.
6- شرح العقيدة الطحاوية – للشيخ عبد الغني الميداني، ( وليس ابن عز الحنفي ).
7-أم البراهين – السنوسي .
8- شرح الأمالي – ملا علي قاري .
9-العقائد النسفية .
لا أحد يخالف من أهل العلم قديماُ أو حديثاً أن غالبية العلماء والسواد الأعظم للأمة على مدار قرون أشاعرة وماتوريدية.
فالحنفية جملة وتفصيلا ماتريدية، والشافعية والمالكية ومعظم الحنابلة أشاعرة.
وهذا أمر لا ينتطح فيه عنزان ولا يختلف فيه اثنان. وهذا ما دلت عليه مصنفاتهم ومؤلفاتهم التي نتداولها عبر قرون، بحيث لا يمكن أحد أن يترقى في سلم التفقه والتعلم إلا من خلالهم وعن طريق كتبهم.
قال الإمام الجلال الدواني رحمه الله تعالى (شرح العقائد العضدية 1/34:
"الفرقة الناجية، وهم الأشاعرة أي التابعون في الأصـول للشيخ أبي الحسـن... فـإن قلت: كيف حكم بأن الفرقة الناجية هم الأشاعرة؟ وكل فرقة تزعم أنها ناجية؟ قلت سياق الحـديث مشعر بأنهم –يعني الفرقة الناجية– المعتقدون بما روي عن النبـي صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه، وذلك إنما ينطبق على الأشاعرة، فإنهم متمسكون في عقائدهم بالأحاديث الصحيحة المنقولة عنه صلّى الله عليه وسلّم وعن أصحابه، ولا يتجاوزون عن ظواهرها إلا لضرورة، ولا يسترسلون مع عقولهم كالمعتزلة".
وقال الإمام عبد القاهر البغدادي رحمه الله (الفرق بين الفرق ص19) كما قال أيضًا (أصول الدين ص309) وبعد أن عدَّدَ أئمة أهل السنة والجماعة في علم الكلام من الصحابة والتابعين وتابعيهم:
".. ثم بعدهم شيخ النظر وإمام الآفاق في الجدل والتحقيق أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري الذي صار شجًا في حلوق القدرية..... وقد ملأت الدنيا كتبه، وما رزق أحد من المتكلمين من التبع ما قد رزق، لأن جميع أهل الحديث وكل من لم يتمعزل من أهل الرأي على مذهبه" اهـ.
وقال الإمام أبو إسحاق الشيرازي رحمه الله تعالى في (طبقات الشافعية 3/376): "وأبو الحسن الأشعري إمام أهل السنة، وعامة أصحاب الشافعي على مذهبه، ومذهبه مذهب أهل الحق" .
وسئل الإمام ابن حجر الهيتمي –رحمه الله تعالى– عن الإمام أبي الحسن الأشعري والباقلاني وابن فورك وإمام الحرمين والباجي وغيرهم ممن أخذ بمذهب الأشعري، فأجاب:
"هم أئمة الدين وفحول علماء المسلمين، فيجب الاقتداء بهم لقيامهم بنصرة الشريعة وإيضاح المشكلات وردّ شبه أهل الزيغ وبيان ما يجب من الاعتقادات والديانات، لعلمهم بالله وما يجب له وما يستحيل عليه وما يجوز في حقه........ والواجب الاعتراف بفضل أولئك الأئمة المذكورين في السؤال وسابقتهم، وأنهم من جملة المرادين بقوله "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين"، فلا يعتقد ضلالتهم إلا أحمق جاهل أو مبتدع زائغ عن الحق، ولا يسبهم إلا فاسق، فينبغي تبصير الجاهل وتأديب الفاسق واستتابة المبتدع" اهـ. (الفتاوى الحديثية ص205).
وقال الإمام ابن حجر الهيتمي - رحمه الله تعالى- (الزواجر عن اقتراف الكبائر 82):
"المـراد بالسنة ما عليه إماما أهل السنة والجمـاعة الشيخ أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي.." اهـ.
وقال العلامة السفاريني الحنبلي رحمه الله تعالى (لوامع الأنوار البهية 1 / 73): "أهل السنة والجماعة ثلاث فرق:
الأثرية، وإمامهم أحمد بن حنبل رضي الله عنه.
والأشعرية، وإمامهم أبو الحسن الأشعري رحمه الله.
والماتريدية، وإمامهم أبو منصور الماتريدي رحمه الله تعالى" .
وقال الإمام المرتضى الزبيدي - رحمه الله تعالى - (إتحاف السادة المتقين 2 / 6): "إذا أطلق أهل السنة والجماعة فالمراد بهم الأشاعرة والماتريدية" اهـ.
وقال الإمام العلامة أحمد الدردير -رحمه الله تعالى- في شرحه على منظومته في العقائد المسماة بـ"خريدة التوحيد" (ص 194):
"أئمة الأمة الذين يجب اتباعهم على ثلاث فرق، فرقة نصبت نفسـها لبيـان الأحكام الشرعية العملية وهم الأئمة الأربعة وغيرهم من المجتهدين، ولكن لم يستقر من المذاهب المرضية سوى مذاهب الأئمة الأربعة، وفرقة نصبت نفسها للاشتغال ببيان العقائد التي كان عليها السلف وهم الأشعري والماتريدي ومن تبعهما، وفرقة نصبت نفسها للاشتغال بالعمل والمجـاهدات على طبق ما ذهب إليه الفرقتان المتقدمتان وهم الإمام أبو القاسم الجنيد ومن تبعه، فهؤلاء الفرق الثلاثة هم خواص الأمة المحمدية ومن عداهم من جميع الفرق على ضلال وإن كان البعض منهم يحكم له بالإسلام، فالناجي من كان في عقيدته على طبق ما بينه أهل السنة".
قال الشيخ الداعية حسن أيوب -حفظه الله تعالى في كتابه- (تبسيط العقائد الإسلامية 299):
"أهل السنة هم أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي ومن سلك طريقهما، وكانوا يسيرون على طريق السلف الصالح في فهم العقائد، وقد جعلوا القرآن الكريم المنهل العذب الذي يلجأون إليه في تعرف عقائدهم، فكانوا يفهمون من الآيات القرآنية مسائل العقائد، وما أشبه عليهم منه حاولوا فهمه بما توحيه أساليب اللغة ولا تنكره العقول، فإن تعذّر عليهم توقفوا وفوضوا، وقد سمي أتباع أبي الحسن الأشعري بالأشاعرة، وأبي منصور الماتريدي بالماتريدية".
وقال الأستاذ الداعية سعيد حوى -رحمه الله تعالى- (جولات في الفقهين الكبير والأكبر ص22):
"إن للمسلمين خلال العصور أئمتهم في الاعتقاد وأئمتهم في الفقه وأئمتهم في التصوف والسلوك إلى الله عز وجل، فأئمتهم في الاعتقاد كأبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي... وهؤلاء وأمثالهم كلٌّ في اختصاصه حيث ثبت النقل عنهم قدَّمَ أصفى فهمٍ للكتاب والسنة، ومن ثم أجمعت الأمة على اعتماد أقوالهم وقبولها في خضم اتجاهات لا تعدّ ولا تحصى من الاتجاهات الباطلة الزائفة، منها الذي مات ومنها الذي لا زال حيًا" اهـ.
وقال الشيخ سعيد -رحمه الله تعالى- أيضًا (المصدر السابق ص/8):
"وكما وجد في الفقه مؤلفون وكتب، وكما وجد في الفقه أئمة أجمعت الأمة على قبولهم، فكذلك في باب العقائد وجد أئمة أجمعت الأمة على إمامتهم في هذا الشأن كأبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي" اهـ.
وقال الشيخ الداعية الأستاذ أبو الحسن الندوي -رحمه الله تعالى- (رجال الفكر والدعوة في الإسلام، ص137) منوهًا بذكرهم: "خضع لعلمهم ونفوذهم العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه... وبفضلهم انتقلت قيادة العالم الإسلامي الفكرية وتوجيهه من المعتزلة إلى أهل السنة".
الشيخ ابن جبرين يعترف ويقرّ بأنّ علماء الأمة من بعد القرن الثالث هجري أشاعرة إلاّ أنّه لا يدين لهم:
حيث قال الشيخ ابن جبرين في كتابه "الإرشاد شرح لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد" (ص15):
"إنه في القرن الثالث انتشرت كتب الأشاعرة وتحول الناس لها وكتبت بعض الكتب لنصر مذهب السلف ولكنها أميتت تماما بعد انقضاء القرن الثالث واضمحلت ولم يُعترف بها أبدا وأصبحت لا تدرس إلا نادرا وبالخفاء!!!!! وانتشر مذهب الأشاعرة أيما انتشار وانتشرت كتبه والدروس على العقيدة الأشعرية، ولم يبق أحد على عقيدة الإمام أحمد إلا قلة، وكاد أن يضمحل، حتى خرج القاضي أبو يعلى وقد تأثر بهم وألف كتبا ورُمي بالتشبيه، وأنكر عليه أهل زمانه، وهذا دليل على غربة أهل السنة في ذلك العصر وبالتحديد القرون الرابع والخامس والسادس والسابع، فلم يكد يظهر فيها أحد ينصر المعتقد الصحيح إلا بالخفاء، وهكذا بقية هذه العصور، وهذه القرون كان السائد فيها والمنتشر العقيدة الأشعرية، وكان الحنابلة طوال هذه الفترة يتعلمون العقيدة الأشعرية مثل ابن قدامة، ولذا فإن أساتذة ابن قدامة وأصحابة وتلامذته وزملاءه من الشافعية والمالكية والحنفية كلهم أشاعرة "
فسبحان الله العظيم ألا تكفي هذه الشهادة والاستفاضة لجمهرة أهل العلم من القرن الثالث الهجري فصاعدًا؟! ألا تكفيك أخي القارئ هذه الكثرة المستفيضة المشتهرة المنتشرة من فحول أعلام الأمة قدوة؟! أم أنّه ليس في هؤلاء الأئمة الثقات عبر عشرات القرون عالمًا رشيدًا يا شيخ ابن جبرين يعرف البدع والضلال؟ أم أنّه خيّم عليهم الجبن فلم يقم أحد طيلة هذه القرون لينصر المعتقد الصحيح إلاّ بالخفاء على حدّ قولك؟! أليس في هذا التصريح من ابن جبرين هدانا الله تعالى وإيّاه اتهام صريح لعقيدة ملايين من العلماء الذّين نعتبرهم قدوة في الفقه والتفسير والحديث؟!
وهذا غيض من فيض من النقولات التي تؤكد على أن غالبية علمائنا أشاعرة وماتوريدية، فمن ذكرت أخي الكريم في سؤالك أمثال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري وابن حجر الهيتمي والإمام الرملي والنووي والسبكي وابن حجر العسقلاني وابن عابدين والدسوقي والدردير والبهوتي وغيرهم ممن لا يمكن حصره كلهم أشاعرة وماتوريدية، فلو أمكن عد نجوم السماء لأمكن عد الأشاعرة من العلماء.
أما بخصوص موقفنا كحركة إسلامية فنحن على منهج أسلافنا من العلماء فقهاً وعقيدة وسلوكاً، وهي عقيدة علماء المذاهب الأربعة، أمثال النووي، وابن حجر العسقلاني، وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري والرملي وغيرهم من علماء الأشاعرة والماتوريدية.
هذا وقد حصل هناك بعض الخلاف بين ابن تيمية رحمه الله تعالى في جملة مسائل لمن سبقه من علماء الأشاعرة وأثنى عليهم في مواقف كثيرة.
ومن أبرز مواطن الخلاف بينهم موقفه إزاء آيات الصفات التي توهم التشبيه كصفة اليد والنزول ونحوها، حيث يعتقد ابن تيمية ان هذه الصفات معقولة المعنى ولكنها مجهولة الكيف. واما الأشاعرة فإنهم يفوضون المعنى إلى الله تعالى ويصرفون اللفظ عن ظاهره. وهذا يسمى منهج التفويض، وهو منهج السلف. او انهم يأولون لاحتمال اللغة ذلك، ولكن التفويض عندهم أسلم.
وللاستزادة ننصحك اخي الكريم ومن معك من الطلبة مراجعة الكتب التالية:
1- المختصر المفيد شرح جوهرة التوحيد – للشيخ نوح القضاة.
2- تهذيب تحفة المريد شرح جوهرة التوحيد – للشيخ البغا.
3- تحفة المريد شرح جوهرة التوحيد – للشيخ البيجوري.
4- العقيدة الإسلامية – للشيخ مصطفى الخن.
5- العقيدة الإسلامية – للشيخ حبنكة الميداني.
6- شرح العقيدة الطحاوية – للشيخ عبد الغني الميداني، ( وليس ابن عز الحنفي ).
7-أم البراهين – السنوسي .
8- شرح الأمالي – ملا علي قاري .
9-العقائد النسفية .
via مدونة لكل الجزائريين و العرب http://ift.tt/1qGF4ff
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire